اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى انه "عندما تدعونا الكنيسة للتطلع إلى المستقبل وبنائه، إنما تعني بنوع خاص الشبيبة الناشئة التي تدخل مؤسستنا الرهبانية، ينبغي أن تكون هي الحاضر المتجدد بروح البدايات ودينامية المسيرة التاريخية والتقليد الحي، وينبغي أن نبني معها المستقبل من خلال تنشئتها السليمة، روحيا ورهبانيا، إنسانيا وكنسيا، وتربيتها على روح التجدد والخدمة والرسالة، وتحريرها من كل الرواسب السلبية، والمحافظة على ما في قلوبها من زخم وإيمان روحي ورسولي وصل بها إلى هذه الرهبانية والجمعية".

وخلال افتتاح مؤتمر "أيقظوا العالم"، اضاف الراعي"ان سنة الحياة المكرسة هي سنة النعمة، "المسيحيين مدعوون لإحياء إيمانهم وتنشئته وتفعيله، وذلك بأسلوب جديد، ونهج جديد، ولغة جديدة، وفقا لكلام الله الثابت، ولتعليم الكنيسة الرسمي"، موضحا انه "في عالم متعطش إلى الله، أنتم وأنتن مدعوون لإحياء الحياة النسكية، وخلق مساحات لها بتخصيص أديار، يلجأ إليها المؤمنون والمؤمنات، ليعيشوا حياتهم الداخلية والصلاة، في خلوة مع الله والذات، حيث يجدون رهبانا وراهبات يشعرون هم أيضا بتكريس ذواتهم لهذه الحياة النسكية، ولهداية المؤمنين بروح التوبة والمصالحة والتجدد بالروح القدس هذه المساحات الديرية النسكية هي التي تسند حياة الكنيسة ورسالة الرهبانية والجمعية".

من جهتها شددت رئيسة رابطة الرئيسات العامات في لبنان الأم جوديت هارون على "أن العالم بحاجة اليوم إلى شهود أكثر منه إلى معلمين أو إداريين أو منظمين أو قياديين أو رجال أعمال. إنه بحاجة إلى رائحة المسيح الطيبة. فالحياة المكرسة بحاجة إلى انتفاضة روحية وديرية أخوية ودينامية رسولية متجددة تنطلق من فرح الإنجيل لتشعل العالم".

بدوره نقل السفير البابوي غبريالي كاتشا ناقلا بركة البابا فرنسيس وتحياته إلى المكرسين في لبنان وفي الشرق الأوسط وإلى المشاركين في هذا المؤتمر، مشددا على أن "البابا أراد أن يسلط الضوء على قيمة الحياة المكرسة وعلى الجمال والقداسة الموجودين في قلب الكنيسة."

ونوه كاتشا بالماضي العريق الذي تتمتع به المؤسسات الدينية الكاثوليكية والثمار الكثيرة التي قد أنتجتها مشجعا إياهم على إيقاظ العالم من خلال عيش الحاضر بشغف. ففي هذا العالم الذي تسوده المواجهات ومبدأ إحتقار الضعيف والذي يفتقر إلى التعايش بين الثقافة والديانات، تظهر مؤسساتكم كنموذج تجسد العلاقات الأخوية ومساحة للمشاركة على أساس احترام كرامة كل إنسان والغنى الذي يحمله في داخله. كما استذكر الشهداء الذين يدفعون حياتهم ثمن ارتباطهم بالمسيح واضعين مستقبل الحياة المكرسة في هذه المنطقة في حماية العذراء مريم".