أشارت صحيفة "​الرياض​" السعودية إلى أن "فجر الخميس الماضي كان الوطن كله على موعد مع ملحمة فخر، استيقظ المواطنون على وقع نصر وكرامة، يعيد للأجيال ذكرى انتصار العرب على المجوس في قادسية عمر بن الخطاب"، قائلة: "منذ ما يزيد على الثلاثين عاما والأمة العربية تعاني من استفزاز المجوس وغرورهم، وإصرارهم على تصدير الثورة استجابة لوصية المقبور الخميني، إذ لم يتوقفوا عن تصدير ثورتهم إلى الدول العربية، لا سيما تلك التي يضم شعبها أكثرية أو أقلية شيعية، رغم كل التصريحات النافية لذلك، فخطة اختراق الدول المحيطة وتغذيتها بالوقود الثوري، ماضية في طريقها محروسة بالحرس الثوري، لأن العقلية الثورية متوترة بطبيعتها، يزعجها السلام والهدوء، والعمل في وضح النهار أمر تعجز عن ممارسته، كما أنها تعجز أيضا عن تحمله، ولا شيء يفقدها اتزانها أكثر من وجود جيران يعيشون في أمن وسلام، ما يشعل في صدورها نيرانًا لا تنطفئ إلا بإزعاج أولئك الجيران، كل ذلك لم يتمكن الفرس من تحقيقه لولا حفنة من العرب الخُوان تنكروا لأمتهم، فكل حزب أو جماعة عميلة تزرعها في الوطن العربي، تؤمن بولاية الفقيه، ما يعني سهرها على تنفيذ أجندتهم".

واعتبرت أن "الملك سلمان بن عبدالعزيز بداية فجر عربي جديد، انطلق من أطهر البقاع ليعلن لأحرار الأمة العربية، أنه آن الأوان لتطهير منطقتنا من عربدة المجوس وأزلامهم، وما يحاولون فرضه علينا من فوضى وخراب وتدخل وتوسع، وغير ذلك من أمور لا يجدي معها إلا منطق القوة، فجاء القرار السعودي معلنًا "عاصفه الحزم" لتفيض إصراراً لا يعرف ضعفًا ولا فتورًا ولا ترددًا، قرار صدر عن نفس لا تعرف التردد والنكوص، ولا الظلم والاعتداء، بل صدر عن عزم على كسر عنجهية مجوسية ظلت سنين عددا تصول وتجول في الوطن العربي وتعيث فيه فساداً وتخريباً، مدفوعة بأحقاد قديمة ظلت تنمو على مرّ الأزمان".

وشدد على أن "المواجهة كانت حتمية لنزع المخلب الإيراني في اليمن، تلك الشرذمة من الحفلة العراة التي تتحرك وفق ما يمليه عليها الولي الفقيه لهم، فهم ليسوا سوى أداة كغيرهم من الأدوات التي تعبث في عدد من دول المنطقة، حزب الله وبقية الأحزاب الشيعية في العراق، وما عدا هذه المواجهة "عاصفة الحزم" يعني السماح بفوز الحوثيين، ما يمكّن المجوس فعلياً من احتلال اليمن، وكسر إرادة المواطنين الرافضين للمجوس، وتحويله قاعدة لها على حدودنا الجنوبية، وهو ما كانت تعمل له منذ المقبور الخميني الذي أوصى قبل موته باستهداف السعودية واستنزافها".

وأضافت: "لطالما اعترى العرب الشرفاء الحزن والغضب لانتهاكات دولة المجوس وعبثها في أوطاننا، تجسسا وفتنة وإرهابا، لكن "عاصفة الحزم" أعادت للكثيرين الأمل بالقدرة على مواجهة الفرس، لتكون بيننا وبينهم أكثر من قادسية، متى ما نهض بقية العرب من سباتهم، ونظفوا بلادهم من مخالب إيران التي تغرسها بين ظهرانيهم، فلا شيء مستحيلا ضد تلك الفقاعة المجوسية".

ولفتت إلى أن "مجلس التعاون الخليجي التوسط في الثورة الشبابية 2011، وصياغة مقترحات عديدة لانتقال السلطة، وأكد حينها الرئيس المخلوع صالح أنه سيقبل الخطة وسيغادر السلطة بعد شهر من توقيع الاتفاقية التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات على الرغم من رفض المتظاهرين للصفقة، منتقدين الأحكام التي تمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية، لكن الحوثيين وعلي عبدالله صالح وأسيادهم الإيرانيين أفشلوا المبادرة الخليجية، وظلت السفن الإيرانية تفرغ يوميا عشرات الأطنان من الاسلحة لعصابة الحوثي، التي بدأت باجتياح كل المناطق اليمنية، وهددت الشرعية الدستورية، ودفعت البلاد الى حرب أهلية، بل انها بدأت علنا تهدد دول جوار اليمن، ولا سيما بلادنا وباقي الدول الخليجية".

واعتبرت أنه "على الرغم من دعم كثير من الدول للعمليات ضد الحوثيين، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، إلا أنه كان من الطبيعي أن تستنكر إبران وتشجب، هي وعملاؤها في المنطقة العربية كحزب اللات اللبناني وكل الميليشيات الشيعية في العراق، فالإعلام الإيراني أصابه اضطراب خلال الساعات الماضية من هول المفاجأة أمام تحرك بلادنا، وأخذ في الشجب والاستنكار، وكأن الغارات فوق طهران. عبرت إيران عن إدانتها للحل العسكري الذي نفذ من قبل بلادنا، وإلى جانبها الدول الخليجية والعربية التي شاركت ليلا في اليمن ضد مواقع للحوثيين ضمن عملية "عاصفة الحزم" ودعت إلى الوقف الفوري لهذا التحرك الذي رأت أنه يتناقض مع مبادئ القانون الدولي، انظروا من يتحدث عن القوانين الدولية".

وسألت: "إذا كان الدفاع عن حدودنا من مغامرات شرذمة تأتمر بأمر دولة المجوس عدواناً، فماذا يُسمى تدخل دولة المجوس في سوريا، وإبادتها لآلاف السكان الأبرياء وتهجيرهم من بلادهم، نصرا للطاغية بشار منذ أربع سنوات، وماذا يسمى تدخل المجوس في العراق لإبادة السنة بطريقة ممنهجة مع عملائها من الشيعة العراقيين الذين باعوا عروبتهم تماهيا مع مخطط دولة المجوس، بل ماذا يسمى تدخل ايران في لبنان بواسطة مخلبها حسن نصر الله الذي يحتل لبنان كله نيابة عن المجوس؟"

وأضافت: "لأن الشيء بالشيء يذكر فذلك العميل الإيراني قد خطب للاحتجاج على عاصفة الحزم، مدعوما بأكاذيب أصبحت معروفة عنه، بل بأي وجه تحدث وهو يجسد أكبر احتلال وتدخل سافر وقح في دولة نحسب أنها ذات استقلال وسيادة، حدّ منعها من اختيار رئيس لها منذ ما يقارب السنة؟"

وأكدت أن "وقوف بلادنا ودول الخليج والدول العربية والصديقة مع الشرعية في اليمن هو ذات الموقف الذي اتخذه الملك فهد في تحرير الكويت ضد احتلال صدام، والموقف نفسه الذي اتخذه الملك عبدالله ضد إيران وعملائها في البحرين، وها هو الملك سلمان يقوم بالدور نفسه في اليمن، فلا غرابة لأن القرارات الكبيرة لا ينفذها إلا الكبار، وليس الصغار الباحثون عن أدوار".