أشار مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان إلى ان "دار الفتوى ومفتي الجمهورية لا يحتاجوا إلى إقناع لان يكون المركز الثقافي الإسلامي في قلب دار الفتوى، لأننا اعلنا ليس منذ اليوم الأول، بل منذ الساعة الأولى ان دار الفتوى هي دار مفتوحة للجميع، للعلماء، للمسلمين، للجمعيات والمؤسسات الإسلامية، لكل شخصياتنا الإسلامية، هذه الدار لكم جميعا بدون تفرقة، وبدون تمييز، ولن تكون هذه الدار قوية ومتماسكة إلا بقوتكم جميعا وبتماسككم جميعا، هذه دار الفتوى، وهذا هو توجهها، وهذه هي رسالتها؛ أما عن المركز الثقافي الإسلامي هو تاريخ حافل، تاريخ مجيد من العطاء في تأصيل هويتنا وثقافتنا الإسلامية، هذا التاريخ عايشناه مع رجال كبار من أهل الفكر واهل العطاء واهل الثقافة واهل الأبداع، هؤلاء منا جميعا يستحقون أن نقف الأن كلنا وقفة لنقرأ على أرواحهم الفاتحة.

ولفت خلال افتتاح الموسم الثقافي للمركز الثقافي الإسلامي بمناسبة مرور أربعة وأربعين عاما على تأسيسه إلى انه "أمام المركز الثقافي الإسلامي رسالة كبيرة فحواها ومضمونها انه مؤتمن على ثقافة الأمة العربية والإسلامية، هذه الثقافة التي تتعرض اليوم للتشويه من أعداء الإسلام، وتتعرض للتشويه أيضا من بعض من ينتسبون إلى الإسلام، هذا التشويه باتجاهاته المتعددة الفكرية والمتجه أيضا إلى الشخصية والهوية، والمتجه أيضا إلى الممارسات والجرائم الفظيعة، هذا الأمر يجعلنا جميعا نتكاتف كل على مستوى عمله وأدائه وجهده؛ المركز الثقافي الإسلامي يحمل الأن مشعل الدفاع عن الإسلام وعن الثقافة الإسلامية، ومن هنا كان المركز الثقافي الإسلامي وسيكون في المستقبل هو جناح دار الفتوى الثقافي"، مشددا على اننا "منفتحون بأوامر الدين وباسم الدين على الناس أجمعين، الدين الإسلامي بقواعده وأصوله وتشريعاته هو رحمة، ليس للعرب فقط، وليس للمسلمين فقط، انه رحمة للعالمين، علينا جميعا أن نبلغ هذه الرسالة، رسالة الرحمة، أين هي الرحمة اليوم من بعض من يمارس ما يمارس من الفظائع والتدمير والتهجير والقتل والذبح والإحراق باسم الدين الإسلامي؟ هذه الأفعال ليست من رحمة الإسلام، هذه الأفعال ليست من الأخلاق في شيء، لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وقال: "أمامنا عدو تاريخي لا يمكن ابدأ أن نتغافل عنه، العدو الإسرائيلي الصهيوني هو العدو الأول، علينا نحن ان نواجه ما يخططه لنا، هذا العدو يهوّد القدس، يهوّد الأرض الفلسطينية، فلسطين هي ارض عربية إسلامية وستبقى، وستبقى القدس بإذن الله هي عاصمة كامل التراب الفلسطيني، علينا جميعا ان ندعم صمود المقدسيين في أرضهم، علينا ان نواجه ما يخطط للمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة، أما العدو الثاني، فهو الإرهاب القادم الينا والى غيرنا باسم الدين او باسم المذهب، الإرهاب والتطرف موجود لدى الجميع، ولكن هذا التطرف والإرهاب قد يتصاعد حينا ويهبط حينا اخر، ولكننا نقول: نحن نرفض الإرهاب باسم ديننا الإسلامي، نرفض الإرهاب باسم إسلامنا السني، الاختلاف المذهبي لا يفسد في حبنا لبعضنا وفي إسلامنا ابدا، وهذا الأمر لا يؤثر على علاقتنا في اطار الوحدة الإسلامية، ولكن نقول "الإسلام السني" لأنه ترتكب الجرائم باسم هذا المذهب، ونحن من نمثل هذا المذهب، ونقول: لن نسمح لهذا الإرهاب القادم ادعاءً باسمنا أن يكون له صوت مرتفع، صوت الاعتدال، صوت دار الفتوى سيبقى عاليا فوق صوت هذا الإرهاب القادم".