بعد الوعكة الصحية التي أصابته، قبل أيام، عاد النائب "المجمّدة" عضويته في كتلة "المستقبل" ​خالد الضاهر​ إلى الواجهة بخطاب ناري من جديد، معلناً الإستعداد للقتال إلى جانب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز "دفاعاً عن العرض والوطن والأرض والعقيدة".

النائب الضاهر، الذي جدّد تأكيد "الجهوزية لحمل بنادقنا لمواجهة عملاء المشروع الفارسي"، يريد على ما يبدو من عملية "​عاصفة الحزم​" أن تكون بوابة عودته إلى كتلته النيابية، التي أبعد عنها بسبب مواقفه التي تتعارض مع أجواء الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، لكن اليوم تبدلت الأمور، فـ"زعيم" التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يذهب أبعد منه.

في المرحلة السابقة، كان النائب الضاهر يؤكد في جميع المناسبات أن مواقفه منسقة مع رئيس الكتلة النائب فؤاد السنيورة، ويوضح أنه يقول صراحة ما يتحدث به زملاؤه في السر، إلا أن التصعيد الذي قام به "حزب الله" بوجه السعودية، من وجهة نظر مصادر نيابية في "المستقبل"، دفع بأغلب قياديي التيار إلى الرد بشكل حاسم، محملين الحزب مسؤولية توتير الأوضاع.

وعلى الرغم من أن السبب الرئيسي في إبعاد النائب العكاري عن الكتلة كانت تصريحاته التي أحرجت "المستقبل" مع حلفائه المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار، يرى زميل له أن النائب الضاهر أوضح مراراً موقفه، وشدد على أنه لم يكن يقصد الإساءة، وبالتالي لم يكن الموضوع يستدعي أكثر من التوضيح الذي تقدم به.

أحد نواب "المستقبل" يؤكد، عبر "النشرة"، أن موضوع العودة لم يطرح في إجتماعات الكتلة في أي مرة، ويشير إلى أن المعلومات التي لديه تجزم بأن لا شيء جديد حتى الساعة، مع العلم أن بعض "الزملاء" تواصلوا معه بعد الوعكة الصحية التي ألمت به.

ويعود هذا النائب إلى المسار الذي أدى إلى تجميد عضوية الضاهر، فيوضح أن الأمور لم تبدأ عند حديثه عن تمثال يسوع الملوك من مدينة طرابلس، بل قبل ذلك طلب منه أكثر من مرة التروي في مواقفه، لا سيما تلك التي تستهدف المؤسسة العسكرية، نظراً لما تتسبب به من إحراج أمام الرأي العام، وبطريقة دبلوماسية يقول: "القرار في ذلك الوقت حصل بالتوافق بين الجانبين".

نائب آخر في الكتلة يوضح لـ"النشرة" أن التواصل مع النائب الضاهر يتم إنطلاقاً من العلاقة الشخصية وليس بصورة رسمية، ويلفت إلى أن الإتصالات لم تنقطع يوماً، ويعتبر أن عودته تتطلب قيام أحد ما بمبادرة من أجل ترطيب الأجواء.

موضوع العودة إلى الساحة الإعلامية والسياسية، من خلال مواقفه الداعمة لـ"عاصفة الحزم"، كان لافتاً، يقول النائب المستقبلي، الذي يعتبر أن زميله السابق في الكتلة "غيّب" نفسه من ناحية و"غاب" عنه الإعلام من ناحية أخرى في الفترة الأخيرة، إلا أن مناسبة العودة من خلال لقاء تكريمي لوسائل الإعلام يجب التوقف عندها، على إعتبار أنها توحي بقرار العودة إلى الساحة.

وعلى الرغم من أن قرار تجميد العضوية، الذي قيل أنه صدر عن الحريري نفسه، أدى إلى موجة كبيرة من الإعتراضات في صفوف التيار، تشدد مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، على أن لا شيء يمنع العودة عنه، إلا أنها تعتبر أن ذلك يتطلب إلتزام النائب العكاري بخطاب لا يتناول المؤسسة العسكرية، فالتصعيد القائم بوجه "حزب الله" لا يعني بأي شكل من الأشكال السماح بالعودة إلى المواقف الهجومية ضد الجيش اللبناني، وترى أن من المبكر الحديث عن الأمر طالما أن لا بوادر جدية له.

من وجهة نظر هذه المصادر، تجميد العضوية الذي لم يَعْنِ التخلي عن النائب الضاهر، هو قرار يرضي الجانبين، كونه يريح الأخير ولا يحرج الكتلة، وبالتالي قد يكون الإستمرار به هو النهج الأفضل، خصوصاً أن المرحلة دقيقة تتطلب عدم الوقوع بأي خطأ قد يستفيد منه الخصوم على الصعيد الدعائي، لا سيما أن التحديات الأمنية لا تزال كبيرة جداً، وترى بأن الرجل لديه قرار بالعودة إلى نشاطه حتى لو كان ذلك بعيداً عن "المستقبل".

في المحصلة، لا بوادر حتى الآن لعودة النائب الضاهر إلى كتلة "المستقبل"، إلا أن لا مانع من حصول ذلك لاحقاً، في حال وافق على ما كان يطلب منه سابقاً، وربما تكون "عاصفة الحزم" هي البوابة الأفضل لذلك.