يؤكد احد السياسيين البارزين أن معركة عرسال ستشكل امتحانا حقيقيا لكل الاطراف السياسية والامنية في لبنان .. ويشير سياسي في 8 آذار الى اننا" لا نبالغ اذا قلنا بأن مصير قائد الجيش معلق على كيفية مقاربة المؤسسة العسكرية لهذا الاستحقاق " .

طبعا، لا يمكن، وفقا للسياسي، اغفال الحقيقة التي تقول بأن هذه المعركة ستشكل مدخلا لحسم ثلاثة ملفات :

اولا: ان عدم تجاوب الحكومة مع مطلب تأمين الغطاء السياسي اللازم للجيش لخوض معركة عرسال سيفتح الباب واسعا امام امكانية اعتكاف او انسحاب معظم وزراء 8 آذار وشل عمل الحكومة وتحويلها بالتالي الى حكومة تصريف اعمال.

ثانيا: رغم تمسك كل من حزب الله وتيار المستقبل بالحوار ، الا ان استمراره يبدو معلقا على مجريات معركة عرسال وطريقة التعاطي الاعلامي والسياسي لقيادات هذا الفريق، وفي مقدمهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

ثالثا: يمكن التأكيد بأن مستقبل العلاقة الجيدة نسبيا التي تجمع معظم قوى 8 آذار بقائد الجيش العماد جان قهوجي يتعلق بشكل او بآخر بكيفية مقاربة المؤسسة العسكرية لملف عرسال.. هنا، يمكن التذكير فقط بأن هذه القوى لم تنس لقهوجي بعد ما حصل سابقا حين انسحب الجيش والدولة وبعض القوى السياسية من خوض معركة عرسال وتركوا جنودنا رهائن بأيدي الارهابيين.

لا يقصد السياسي بهذا الكلام التهويل ، او مجرد اعلان مواقف "عالفاضي" . يبدو واضحا من كلامه بأن ثمة قرارا ضمنيا لدى جميع قيادات 8 اذار بعدم السماح بتسليم عرسال واهلها مجددا للارهابيين مهما كانت النتائج ، وتحويلها بالتالي الى خاصرة رخوة تصدر الارهاب والمتفجرات الى الداخل اللبناني.

على ان حل ازمة عرسال، كما يشير السياسي، ليس مجرد مسالة داخلية، هنا تظهر علامات واضحة عن تدخلات اقليمية لحل هذه المشكلة دون المساس بالأمن اللبناني المستقر نسبيا ، وفي هذا الصدد ينقل السياسي عن مصادر د

بلوماسية وجود مساعي حثيثة تقوم بها جهات اقليمية فاعلة لتأمين خط خروج آمن للمسلحين باتجاه الداخل السوري وتجنيب المنطقة تداعيات هذه المواجهة، وهو بالمناسبة السيناريو ذاته الذي سبق وطرح يوم احتل المسلحون عرسال وخطفوا العسكريين، ولكن لم يؤمن له الغطاء السياسي المناسب حينها.

انطلاقا من هذه المقاربة، فإن المعركة المنتظرة في عرسال، وفقا للسياسي، مسألة وقت ليس الا، وهذا امر لا مفر منه بغطاء من الحكومة والقوى اللبنانية او بدونه، الا ان ما سيشكل الفرق هو ما يلي:

اولا :قبول الارهابيين بالصيغة المقترحة لتأمين خروج آمن لهم من جرود عرسال، وبالتالي تجنيب البلدة ولبنان هذه المعركة.

ثانيا : ان تعمد الحكومة اللبنانية الى تأمين غطاء سياسي شامل للجيش اللبناني لإحكام الطوق على المسلحين وخوض مواجهة مباشرة اذا استلزم الأمر، وعدم التهاون في الضرب بيد من حديد.

ثالثا: رفع الغطاء المذهبي عن هذه المعركة وتضامن "الجيش والشعب والمقاومة" في دحر الارهابيين عن الحدود اللبنانية.