لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ ​نعيم قاسم​ الى أن "المقاومة تحولت الى مدرسة تعلِّم الأجيال كيف تكون الأخلاق في مواجهة التحديات، وهذه نعمة كبرى ثبَّتها حزب الله بأدائه المقاوم"، مضيفاً: "أما القاعدة وأخواتها من داعش والنصرة والأسماء الأخرى، فهي الصورة الإسلامية المشوَّهة التي لا علاقة لها بتشريعات الإسلام".

وأِشار في كلمة له في حفل تكريم نجمات البتول الذي أقامته جمعية كشافة الإمام المهدي الى أننا "تابعنا ما حدث في منطقة الشرقية في السعودية من جريمة نكراء في مسجد بين المصلين، وخلفها الارهاب التكفيري الذي لا يعرف جماعته الله ولا يتقونه لأنهم يقتلون المؤمنين في داخل المسجد"، متسائلا "ما الفرق بين تفجير المسجد بعبوة أو قصف المسجد بالطيران ليسقط على رؤوس المصلين، وما الفرق بين سيارة مفخخة يدخل فيها انتحاري إلى سوق شعبي مليء وقصف الطيران السعودي على سوق شعبي في اليمن ليقتل الأبرياء، وما الفرق بين من يذبح رجلاً أو امرأة وبين من يقصف بالطيران ويقطِّع الناس بالعشرات وبالمئات"، لافتا الى أن "العدوان السعودي مثل عدوان القاعدة وعدوان إسرائيل، كلهم مدرسة واحدة في البعد عن الله وارتكاب الجرائم بحق البشرية".

وأضاف: "التكفيريون يحتلُّون أراضٍ لبنانية في جرود القلمون وعرسال، وهم خطر مباشر على لبنان وأرضه وقراه، ومن أماكنهم في القلمون وجرود عرسال انطلقت السيارات المفخخة التي قتلت في الضاحية وفي أماكن أخرى في لبنان"، لافتا الى أن "هؤلاء كانوا قد أعلنوا قبل ذوبان الثلج بأنهم يريدون الهجوم علينا لاحتلال عدد من القرى وفرض مشروعهم، وكانت النتيجة أن أعددنا العدة وواجهناهم نحن بهجوم مضاد بالتعاون مع الجيش السوري، واستطعنا أن نلحق بهم خسائر فادحة وأن نحرر أكثر من 300 كلم مربع من الأراضي المحتلة من قبلهم، ولو لم نواجههم لواجهونا وألحقوا بنا الخسائر"، معتبرا أنه "من الأسهل بكثير أن نقدم تضحيات ونحن نطردهم من الأرض المحتلة من أن ننتظرهم في أن يحتلوا ويقتلوا ثم بعد ذلك نحاول إخراجهم فندفع الثمن مرتين: مرة باحتلالهم ومرة بطردهم، وهذا مكلف كثيراً".

وأكد أن "حزب الله" يستهدف المحتلين التكفيريين، اليوم لمن لا يعرف: هناك 400 كلم مربع من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال محتلة من الارهاب التكفيري، يعني عندنا أرض محتلة، فكما هناك أرض محتلة من قِبل إسرائيل هناك أرض محتلة من قِبل التكفيريين، و"حزب الله" صمم أن يواجه هؤلاء لتحرير الأرض وسيستمر باستهدافهم، ولكن للأسف هناك من يغطِّيهم سياسياً ويقبل باحتلالهم".

وشدد على أنه "هناك بعض السياسيين في لبنان وبعض أتباعهم يفضِّلون أن تدخل داعش والنصرة إلى قرى لبنانية إضافية ويحتلوها على أن يحمل حزب الله مكرمة تحرير الأراضي التي يتضرَّرون هم من احتلالها"، مضيفا: "وانا ادعوهم الى أن نجلس سويًّا لنتفق، فإذا أراد جماعة المستقبل مثلاً أن يحرروا الأرض بالتعاون بينهم وبين حزب الله فنحن حاضرون أن ننسق معهم، وإذا أرادوا أن يلجأوا إلى قناة الدولة اللبنانية من خلال الحكومة فنحن نقبل أن تتخذ الحكومة القرارات المناسبة لتحرير الأرض بالطريقة المناسبة ونحن ننتظر ليحرروها. ولكن إذا لم يحصل هذا ولا ذاك فنحن عاقدوا العزم على أن نتخذ الإجراءات المناسبة لحماية شعبنا وبلدنا وتحرير أرضنا من الإرهاب التكفيري"، مؤكدا على اننا "لن نقبل أن نجلس جانباً إلا أن تقولوا لنا كيف يتم التحرير وتقنعونا بذلك، وعندها ستجدون أننا نقبل بأي طريقة تُحرِّر الأرض، فنحن لسنا متمسكين بأن نتصدى نحن".