سيشهد الاثنين المقبل اتصالات متعلقة بالاستحقاق الرئاسي بعد وصول المسؤول الفاتيكاني الكاردينال دومينيك مومبرتي الى لبنان أمس من دون ان يحجب ذلك الموضوع الساخن المؤجل منذ ثلاثة اسابيع، وهو تعزيز وجود الجيش في عرسال لتوقيف مسلحي التنظيمات الارهابية وفق ما طالب به وزراء "حزب الله" يؤازرهم وزراء "التيار الوطني الحر" اضافة الى ملف تعيين القادة الامنيين. والمطالبة بدخول الجيش عرسال اقتضتها الانتشار الذي نفذه اللواء الثامن بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء الخميس الماضي، اضافة الى المداخلة التي وضعت النقاط على الحروف لوزير الداخلية نهاد المشنوق، مدعومة من وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وقد دافع كلاهما عما يقوم به الجيش المنتشر من رأس بعلبك الى عرسال وهو يصد أي محاولة تسلل للمسلحين الارهابيين.

وأفاد مصدر ديبلوماسي "النهار" ان الكاردينال مومبرتي مطلع بالتفصيل على الوضع السياسي في لبنان من جميع جوانبه منذ كان وزيرا للخارجية، وسينقل رغبة الكرسي الرسولي الى المرشحين ميشال عون وسمير جعجع في انهاء التنافس بينهما على كرسي الرئاسة بعد مرور 371 يوما على الشغور، لأن استمرار هذه المنافسة سيضعف موقع الرئاسة الاولى التي للطائفة المارونية، وسيناقش معهما ومع زعماء آخرين سبل تقوية الوجود المسيحي في لبنان من الناحية السياسية.

أما الاتصالات فستستمر في عطلة نهاية الاسبوع وقبل انعقاد مجلس الوزراء الاثنين لحل الموضوع الخلافي الذي يشدد عليه عون ويهدد باتخاذ مواقف تصيب التوازن الحكومي اذا لم يتم تعيين قائد للجيش.

وأفاد مصدر يواكب حركة الاتصالات لتذليل عقدة التعيينات مع قرب تقاعد القادة الامنيين. ووفقا لما نقله المشنوق الى عون وسواه من المعنيين الذين التقاهم ان ثمة أسماء مرشحة لمركز قيادة قوى الامن الداخلي مع مرشحين لمجلس القيادة، واذا تمت الموافقة على السلة المتكاملة فسيوافق وزير الداخلية على اصدار تعيينات جديدة، ومتى حان موعد احالة المدير الحالي على التقاعد، يطرح المشنوق وجوب التمديد، ولن يقبل بتعيين الاكبر سنا من الضباط لأنه لا ينتمي الى الطائفة السنية، وبذلك تكون مدة التمديد لتاريخين، الاول حتى 23 ايلول موعد احالة قائد الجيش العماد جان قهوجي على التقاعد، وعندها تعالج قضية تعيين قائدين جديدين للمؤسستين، أو يمدد المشنوق للواء بصبوص ولقهوجي سنة كاملة.

وتوقع أن تناقش مخارج المشنوق، وقد لا ترضي عون، فماذا سيحصل حينها؟ نُقل عن مقربين من الرابية ان أي قرار نهائي لم يتخذه عون في حال لم يعين قائد للجيش او لقوى الامن الداخلي نظرا الى دقة الظروف، ولأنه لم يقطع الامل من موافقة الرئيس سعد الحريري على ما طلبه منه النائب وليد جنبلاط لجهة القبول بتعيين شامل روكز قائدا للجيش. والسؤال: في حال الموافقة، هل يبقى الجنرال مرشحا لرئاسة الجمهورية او يوافق على رئيس تسوية؟

ودعا الى التروي في اتخاذ المواقف مما هو مطروح، مشددا على أهمية تحصين البلاد ضد التهديدات الارهابية، وإن لم يعد من الجائز المضي في الخلل بالاستقرار السياسي والمجازفة بالاستقرار الامني واقحام الجيش في معركة مع مسلحي "النصرة" و"داعش" قبل معرفة ما ينوون القيام به من جرود عرسال، وعلى الاخص بعد القرار الصارم بضبط الوضع.