أكّد القيادي في تيار "المردة" ​شكيب خوري​ أنّ موقف تيار "المردة" من الملف الحكومي "منسجم تماما" مع موقف "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، فمطلب "​تكتل التغيير والاصلاح​" ادراج بند ​التعيينات الأمنية​ بندًا أول على جدول أعمال مجلس الوزراء "وهو مطلبنا أيضًا باعتبار أنّ تعيين قائدٍ جديدٍ للجيش يعيد الانتظام للحياة الدستورية وهذا ما نسعى اليه للخروج من الأزمات التي تتخبط فيها البلاد".

ورأى خوري، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "ما نحن بصدده ليس أزمة حكومة فقط بل أزمة حكم تتطلب تقديم تنازلات من الفرقاء كافة والتوصل لتسوية سياسية معينة". وقال: "أما البقاء شهود زور داخل الحكومة فذلك لا يمكن أن يستمر باعتبار أن الوزراء المسحيين هم من يمثلون رئيس الجمهورية حضورا وصلاحيات... وبغياب الرئيس يُحكم البلد بالشراكة فلا يحق لأي فريق معاملتنا كشريك حين يشاء ذلك وضرب دورنا حين يرتئي ذلك أيضا".

وأكّد خوري أن وزراء التكتل سيلبون دعوة رئيس الحكومة تمام سلام لأي جلسة جديدة "إلا أن موقفنا سيبقى على ما هو عليه".

لن نرضى للمسيحيين ما لا يرضونه لغيرهم

وتطرق خوري لموضوع استطلاع الرأي الذي يسوّق له رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، لافتا الى انه "من شأن هذا الاستطلاع أن يبين توجهات الشارع المسيحي ونفسه، الا أنّه وبالرغم من كون نتائجه غير ملزمة الا أنّها قد تقنع شركاءنا بوقف التعاطي مع المراكز المسيحية وكأنها لا تصلح الا للضعفاء ولا يتم ملؤها الا بتسوية". وقال: "لماذا نوافق على تعيين الأقوى في المراكز السنية والشيعية ونرفض سريان هذا المبدأ حين يحين دور المسيحيين؟" وأردف: "نحن لن نرضى للمسيحيين ما لا يرضونه للسنة والشيعة والدروز.. فمن يناقش مثلا أو يعطي رأيه بالتعيينات الدرزية؟"

واعتبر خوري أن تجربة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي "أصدق تجربة لما يعانيه المسيحيون، فبالرغم من القاعدة الشعبية الكبيرة التي يمثلها وكونه شخصية صف اول الا أنّهم خونوه واعتبروا أنّه لا يمثل السنة". وقال: "المسيحيون يعيشون حاليا بقلق على وجودهم فكيف نقنعهم بانتخاب رئيس بلا طعمة ولا لون ما سيفاقم من وضعهم النفسي ويقضي عليهم وعلى تطلعاتهم".

وأضاف: "اعتدنا ان يسعى الرئيس التسووي لمحاربة الأقوياء من المسيحيين وهذا ما اختبرناه في عهد الرئيس السابق ​ميشال سليمان​ الذي قلنا له اول ما انتخب ان نوابنا ووزراءنا وشارعنا هم نوابك ووزراؤك وشارعك الا انّه رفض وأمضى عهده في محاربتنا".

الطائف برهن أنّه غير فاعل الا بوجود وصي

وشدّد خوري على ان "القوى المسيحية لن تقبل بانتخاب أو بالأحرى تعيين رئيس تسووي كالرئيس سليمان ولو كانت سترضى بذلك لانتخبنا رئيسا منذ زمن بعيد". وقال: "أصلا القبول بذلك خيانة عظمى لن تقترفها أيدينا".

واشار خوري الى أن "الرئيس القوي الذي يدفع لانتخابه "تكتل التغيير والاصلاح" "ليس رئيسا مستقويا بل رئيس قادر على جمع كل الفرقاء على طاولة واحدة وقادر على التعاطي معهم جميعا وللعب دور الحكم لمواجهة الأزمات الكبرى وعلى رأسها ملف اللاجئين السوريين والفتنة السنية – الشيعية".

وتطرق خوري للدعوات المتكررة لتغيير النظام، معتبرا أن ​اتفاق الطائف​ "برهن أنّه غير فاعل الا بوجود وصي، كانت الدولة السورية تقوم بدوره قبل العام 2005 باتفاق اقليمي ودولي، وقال: "بعد خروج السوريين، أثبت الطائف أنّه غير قادر على تسيير الوضع اللبناني، فمع كل استحقاق ومنذ العام 2005 هناك مطب لا يمكن القفز فوقه الا بتسوية معينة".

واعتبر خوري ان النظام الحالي أثبت فشله كونه لا يتضمن مخارج للأزمات التي نواجهها وهو قد وضع أصلا لايجاد حلول للصراعات السياسية. وأضاف: "لبنان اليوم في آخر سلم أولويات المنطقة والعالم ولذلك ما نسعى له أن لا تأتي اي تسوية مقبلة على حساب المسيحيين واللبنانيين بشكل عام".