أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروماني ان "الحل الحقيقي هو في السعي دائما الى الحل السياسي في سوريا"، مضيفاً "لقد تقدمت بكل تواضع باقتراح امام رئيسي المجلس والحكومة في رومانيا في هذا الاطار، وما تتحدثون عنه عن تدفق اللاجئين السوريين الى اوروبا، فان كل اللاجئين حتى الآن عددهم اقل من مئة الف، بينما يوجد في لبنان وحده اكثر من مليوني لاجىء بين سوري وفلسطيني".
ورداً على سؤال حول كيفة مواجهة مشكلة اللاجئين؟ فقال "قلت انا اريد المساعدة السياسية رغم انني لا استطيع رفض اي حل بالمساعدة المادية، لكنني اركز على الحل السياسي. اوروبا هي الاقرب الينا، وعليها ان تضغط لحل سياسي، والحل الذي حصل مع 5+1 (الاتفاق النووي الايراني) ليس بعيدا من الحل في سوريا".
واضاف بري: "يجب زيادة الاستثمارات في رومانيا ويستفاد من هذا الامر خصوصا في تسهيل امور التأشيرات التي بحثنا فيها في مناسبة وجود رئيس الحكومة الذي يعد مشاريع عدة لتسهيل اعطاء التأشيرات للبنانيين. بالنسبة الى الاهتمام بموضوع اللاجئين، كان ايضا مركزا على الحل النهائي الذي لا يتم في رأيي على الاقل وبالاتفاق ايضا الا بالحل السياسي في سوريا وليس بالمساعدات فقط، ونحن نعلم ان رومانيا كانت السباقة الى فهم حقيقة هذا الموضوع عندما لم تقفل سفارتها في دمشق لانها كانت تعلم من الاساس ان الحل يتم بالسياسة وليس بالعافية، اخيرا انتهزت هذه الفرصة كي اوجه باسم دولة رئيس الحكومة وباسمي شخصيا دعوة الى كل من دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب لزيارة لبنان، وان شاء الله سيتم هذا الامر للمتابعة والتنسيق وتعزيز العلاقات بيننا في الربيع المقبل".
وقد استهل بري زيارته اليوم باجتماع مشترك مع رئيسي مجلسي النواب والحكومة في رومانيا فاليريو ستيفان زاغونيا وفيكتور بونتا صباح اليوم في قصر البرلمان على مدى ساعة ونصف ساعة.
وخلال الاجتماع عبر زاغونيا عن هذا التقدير بعد استماعه الى شرح بري عن الاوضاع في المنطقة وسبل تطوير التعاون بين البلدين بقوله: "انه اجمل لقاء اعقده مع رئيس مجلس نيابي. ما عبرتم هو خطة عمل متكاملة، ونستطيع ان نعتمد على خبرتك في تعاوننا على كل الصعد السياسية والاقتصادية وفي ما يتعلق بالتطورات في الشرق الاوسط وسوريا".
وجرى خلال اللقاء التأكيد على تعزيز الاستثمارات بين البلدين والافادة من موقعي لبنان ورومانيا كبوابة الى الشرق الاوسط واوروبا.
ولفت بري الى ان الشرق الاوسط "يمر في ازمات خطيرة جدا، وان كل البلدان
العربية او معظمها تعيش احداثا دامية ما عدا لبنان"، مقترحاً العمل لمنتدى او مؤتمر روماني افريقي اقتصادي في سبيل تطوير التعاون وتطويره وتوسيعه وتسهيل الحركة بين لبنان ورومانيا.
بدوره، رحب رئيس الحكومة الروماني باقتراحات بري، مؤكدا ان رومانيا "ستسعى الى مساعدة لبنان ودعمهم في الاعباء التي تحملها من جراء هذا العدد الكبير الذي يستضيفه من اللاجئين السوريين"، مضيفاً "ويا للاسف ان اوروبا لا تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء النازحين اليها، مع العلم ان ما يعاني منه لبنان هو اكبر واصعب، ومن واجبنا مساعدته والاردن على مواجهة هذه الاوضاع".
بعد المؤتمر الصحافي استضاف رئيس مجلس النواب الروماني بري والوفد المرافق لحضور احدى الجلسات العامة التي كان يرئسها، والقى كلمة ترحيبية مقتضبة منوها بدور بري وخبرته البرلمانية، وبزيارته التي تساهم في تطوير التعاون الثنائي والعلاقات البرلمانية بين المجلسين.
