أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أراد أن يقوم بحراكٍ ما، لافتاً إلى أنّ السيناريو السابق مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون تكرّر مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مشيراً إلى أنّ ما يحصل هو عبارة عن تمثيلية ونكتة سمجة.

وفي حديث إلى تلفزيون "LBC" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" أدارته الإعلامية ديما صادق، أعرب عن محبته وتقدير للوزير سليمان فرنجية، الذي له موقع خاص ومميّز عنده، إلا أنّه اعتبر أنّ هناك محاولة لإيقاع الفتنة من خلال وعد فرنجية بالرئاسة، ما يؤدّي إلى اختلافه مع العماد عون، الأمر الذي ينعكس سلبًا على فريق 8 آذار.

وشدّد أبو فاضل على أنّ العماد عون لن يتحمّل أن يأتي الوزير فرنجية رئيساً للجمهورية وهو موجود، لافتاً إلى أنّ التيار الوطني الحر يعتبر أنّ عون هو أحق بالوصول إلى الرئاسة، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ من حق فرنجية وغيره من الشخصيات في البلد الترشح لرئاسة الجمهورية.

لا للاشتباك مع عون

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ حزب الله ينظر لهذا الموضوع بكلّ حذر ودقة، معرباً عن اعتقاده بأنّ الحزب سوف يصدر بياناً خلال ساعات أو أيام يوضح فيه دعمه للعماد ميشال عون، وأشار إلى أنّ الهدف الرئيسي من ذلك هو سحب موضوع الرئاسة من يد الرئيس سعد الحريري، لأنّه لن يكون الحريري هو من ينتخب الرئيس في لبنان، أياً كان مرشحه، ولو كان ملتزماً في حزب الله وليس حليفاً كحالة الوزير سليمان فرنجية.

وأوضح أبو فاضل أنّ حزب الله لا يريد أن يدخل في اشتباك مع العماد ميشال عون، وهو يعرف أنّ عون ليس بعمر يسمح بتأجيل موضوع انتخابه رئيساً بخلاف الوزير سليمان فرنجية، كما أنّ حزب الله لا يريد أن يخسر حليفاً بحجم العماد عون، خصوصًا أنّ الأخير يغطي حزب الله مسيحياً شئنا أم أبينا، ويغطي كذلك قوى 8 آذار مسيحياً.

واعتبر أبو فاضل أنّ انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية سيضعه بمواجهة تحالف عون-جعجع، كما أنّه سينهي فريقي 8 و14 آذار بالكامل، متحدّثاً عن "عتب وزعل كبير" في الرابية.

مشروع لضرب 8 آذار

ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل القول أنّ حزب الله ليس بصدد تسليم ورقة الرئاسة للرئيس سعد الحريري أو للوزير مروان حمادة أو كلّ الذين يخططون في هذا المضمار، وأشار إلى أنّ هناك مشروعاً يُخطَّط لضرب قوى الثامن من آذار.

وأكد أبو فاضل أنّ الوزير سليمان فرنجية لا يذهب إلى جلسة انتخاب الرئيس، في حال التوافق عليه، من دون موافقة العماد ميشال عون، وقال: "هناك أحقية رئيسية وأساسية للوزير سليمان فرنجية أن يكون رئيساً للجمهورية، وهو صادق في ما يقوله، وأنا أؤيد هذه السمة وفيه وهذه الميزة، ولكن حزب الله لن يدخل في صراع مع تكتل كتكتل العماد عون".

ورجّح أبو فاضل أن يوافق عون على الطرح القائل بأن يكون رئيساً لفترة انتقالية لمدّة سنتين، والذي اقترحه النائب ميشال المر في جلسة الحوار الأخيرة.

فرنجية صاحب إرث

وأشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو الخصم اللدود والعدو اللدود للوزير سليمان فرنجية، ولفت إلى أنّه في حال دُفِع العماد ميشال عون دفعًا إلى الاتجاه الآخر، يذهب إلى القوات، لكنه أعرب عن يقينه بأنّ الوزير سليمان فرنجية، صاحب هذا الإرث من العلاقة مع المقاومة والصداقة أباً عن جد مع الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لن يقدم على شق صف 8 آذار.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ اجتماع فرنجية مع الرئيس سعد الحريري هو من حقه، وأشار إلى أنّ مثل هذا اللقاء يمكن أن يتمّ من دون مباركة حلفائه، وتحديداً حزب الله، وقال: "لو كان حزب الله مع هذا الموضوع لأعلن موقفه، لكنّه يتفرّج وينتظر أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعندها سيعلن موقفاً واضحاً، خصوصًا أنّه يعمل في الكواليس لرأب الصدع".

رئاسة الجمهورية تغري

وأشار أبو فاضل إلى أنّ رئاسة الجمهورية تغري بطبيعة الحال، خصوصًا أنّ الوزير فرنجية جرّب سابقاً الوزارة وغيرها، ولكنّ لكرسيّ الرئاسة طعماً آخر، ولكنه أشار إلى أنه لا يرى أنّ هناك جدية في الموضوع، بل هناك ضربة محكمة لقوى 8 آذار، خصوصًا عندما يعدون اثنين من هذه القوى بالرئاسة، ما يعني ضرب قوى 8 آذار بالمجمل.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ حزب الله ماكينة كبيرة جدًا، لا تتوقف عند التفاصيل، وأشار إلى أنّه لا يوجد أحد في لبنان بحجم حزب الله ولا شخصية بوزن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأكد وجود ثقة بين الوزير فرنجية والسيد نصر الله تجعلهما لا يختلفان أو يشكّان ببعضهما البعض، متحدثاً عن ثوابت متفق عليها بين الجانبين.

مع حزب الله ظالماً أم مظلومًا

وردًا على سؤال، نبّه أبو فاضل إلى أنّ عملية هزّ العماد ميشال عون يمكن أن تودي به أينما كان، وربما يتفق مع الدكتور سمير جعجع، وأشار إلى أنّه لو كان هناك تسوية دولية لإزاحة عون يمكن أن يقتنع بها على مضض كما فعل مع اتفاق الدوحة.

ورداً على سؤال آخر عمّا إذا كان يمكن أن يترك عون المقاومة في هذه الحال، قال: "إذا تركته المقاومة ربما يتركها، فهذه سياسة"، وأضاف: "أنا بالنسبة لي، على الصعيد الشخصي، أنا مع حزب الله أكان ظالماً أم مظلومًا، وأنا مع حزب الله بكلّ تطلّعاته وآرائه بصراحة، ولكن لا أحد يمكن أن يحدّثني بمواطنة إلا عندما يؤمّن لي حقوقي كمسيحي".

التسوية الدولية لم تأتِ بعد

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الوزير سليمان فرنجية ثابت في مكانه، والعماد ميشال عون، إذا لم يكن هو المرشح الرئيسي لقوى 8 آذار، سيكون هناك مشكل، وسيبدأ التراشق الكلامي والإعلامي، وأشار إلى أنّ التسوية الدولية لم تأتِ بعد، موضحًا أنّ مثل هذه التسوية لا تقرّرها السعودية فقط، بل السعودية وإيران وأميركا وروسيا.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس سعد الحريري ومن يقفون إلى جانبه تلقفوا كلام السيد حسن نصر الله حول التسوية الشاملة وساروا به بمبادرة، وأشار إلى أنّ الوزير فرنجية يعتبر أنّ اتفاق القوات وعون سوف ينعكس على قانون الانتخاب، والوزير فرنجية خارج الموضوع، إلا أنّ موقفه لا يزال هو هو.

ونبّه أبو فاضل إلى أنّ التراشق الذي سيحصل بين الوزير فرنجية وجماعة عون، في حال حصل لا سمح الله، لن يستطيع أحد إيقافه، لأنّه لن يقبل الوزير فرنجية بإسقاطه في منطقته في زغرتا وفي الكورة إلى حدّ ما، وفي حال حصوله سوف يكون الكتائب إلى جانب المردة والقوات إلى جانب الوطني الحر.

غزل واضح بفرنجية

وتحدّث أبو فاضل عن غزل واضح بالوزير سليمان فرنجية، لكنّه لفت إلى أنّ هذا الغزل لم يصل إلى أبواب مجلس النواب، وبالتالي فهو مجرّد كلام في الإعلام لتوتير الوضع مسيحياً ولخلق شرخ معيّن، كما أنّه يأتي رداً على اتفاق العماد عون والدكتور جعجع، ولفت إلى أنّ هناك بحثاً جدياً بين المردة والكتائب للردّ على اتفاق النوايا هذا.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ أيّ اتفاق يحصل سوف يحصل مع العماد ميشال عون، وقد وضع الوزير فرنجية أيضًا نفسه رقمًا صعبًا في أيّ انتخابات، وبات معبراً أساسيًا لا يمكن تجاهله، ولفت إلى أنّ المخطط هو ضرب عون وفرنجية للتفتيش عن مرشح خامس حيادي.

الحريري لا يريد عون

وفي سياقٍ متصل، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري يمثل السعودية حتى اليوم، لكنّه يحتاج إلى استعادة أمجاد الحريرية السياسية، وأشار إلى أنّه تبيّن أنّه ضامن أكثر من غيره بالنسبة لحزب الله.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوزير سليمان فرنجية لم يقطع علاقته مع قوى 14 آذار في عز الأزمة، وأشار إلى أنّ الحريري لو أراد السير بالعماد عون وإقناع السعودية به لاستطاع، لكنّه لا يريد العماد عون، وقال: "لا يمكننا القول أنّ العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والوزير سليمان فرنجية والرئيس أمين الجميل لا يعيشون هاجس الكرسيّ".

ورأى أبو فاضل أنّ رأب الصدع بين الوزير فرنجية والعماد عون يكون من خلال حزب الله، معرباً عن أمله بأن يجمعهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولفت إلى أنّ تيار المستقبل لا يزال يلعب لعبته بهذا الموضوع، وقد نفذ ضربة محكمة بدعم الوزير سليمان فرنجية.

بوتين خُدِع

وبالانتقال إلى الملفات الإقليمية، توقف أبو فاضل عند حادثة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية، استبعد أبو فاضل أن يكون هناك تداعيات كبيرة لهذه الحادثة، مشيراً إلى أنّ همّ الرئيس التركي رجب إردوغان هو المحافظة على داعش، وهو اعتبر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخطى الخط الأحمر وبدأ يضرب أيضًا جبال التركمان.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الطائرة كانت فوق الأراضي السورية فوق إسقاطها، وقال أنّ بوتين خُدِع لأنّ الروس كانوا يعوّلون بعد انفجار باريس أن تكون فرنسا بصورة خاصة معهم، إلا أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عاد إلى الحضن الأميركي وهو لا يستطيع الخروج منه مهما حصل.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ إردوغان مرّر "قمة العشرين" وعندما انتهت ورحل زعماء العالم من عنده وافتعل المشكلة بدعم ومكر أميركي-إسرائيلي. وفيما شدّد على أنّ منطقة الحظر الجوي جدية، جزم أنّ الرئيس بوتين لن يقوم بالحرب على تركيا.

لا بديل عن الأسد

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ روسيا تدرك تمامًا أنّ الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ، لكنّه رأى أنّ الأمور ستصعّب في الفترة المقبلة في الشمال السوري.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أن التسوية التي يُحكى عنها بالملف السوري تنصّ على إعلان سوريا دولة علمانية غير دينية، وتشكيل حكومة بخليط معارض غير متورط في الدم السوري، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً.

وأكد أبو فاضل أنّ الروس لم يدخلوا إلى سوريا ليخسروا، وشدّد على أنّ بوتين لن يخسر في سوريا، وهو داعم للرئيس بشار الأسد بكل قوته، لأنّ لا بديل عن الرئيس الأسد في سوريا. وتحدّث عن سيناريوهات متعدّدة، لكنه شكّك بإمكانية عودة سوريا موحّدة كما كانت.

لبنان لن يسلم

وتحدّث أبو فاضل عن مخطط إسرائيلي تركي أميركي لرحيل الأسد ولضرب سوريا وموقف سوريا وموقع سوريا، وأشار إلى أنّ الجيش السوري يقاتل للسنة الخامسة على التوالي وهذا بحد ذاته انتصار، ولفت إلى أنّ المؤامرة على سوريا واضحة ومعروفة.

وحذر أبو فاضل من أن الوضع في لبنان لن يسلم في حال لا سمح الله سقط الرئيس بشار الأسد في سوريا، وأشار إلى أنّ الرئيس الأسد موجود في سوريا وهو من يمسك المؤسسات، واعتبر أنّ المطلوب ضرب كلّ الجيوش في المنطقة لتفتيتها وتقويض الدول، وهذا طمع إردوغان وإسرائيل.

ونفى أبو فاضل ما يُحكى عن أنّ الناس مع داعش والنصرة وفيلق السلاجقة الذي أنشأه إردوغان على الحدود، وقال أنّ الوضع اليوم يختلف تمامًا مع دخول الروس على الخط.

سوريا ليست أفغانستان

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الدخول الروسي على خط الأزمة السورية بشكل مباشر ترك انعكاسات متعدّدة منها تحصين حمص وتحصين دمشق وبدء الهجوم على الغوطة وعلى جوبر وتحرير مطار كويرس، وأشار إلى أنّ روسيا لن تغرق في المستنقع السوري، وبوتين لن يقع في المستنقع السوري.

وشدّد أبو فاضل على أنّ سوريا ليست أفغانستان وتركيا ليست باكستان وهذا الأمر أصبح واضحًا، ولفت إلى أنّه لن يشنّ حرباً من أجل طائرة، ولكن عنده الكثير من الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها.