شدد الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ على "أننا لن نسمح لأي أحد أن يمس أمننا القومي أو يخطط لعمليات إرهابية على الأراضي التركية. فهناك مشاكل محيطة بتركيا من أربعة جهات، نحن محاطون بحلقة من النار"، مؤكدا "أننا سنبذل قصارى جهودنا من أجل تحقيق آمال تركيا وأحلامها في النهوض والنمو والتطور".

وفي كلمة له خلال افتتاح مشاريع تنموية في مدينة بايبورت، جدد أردوغان التأكيد على أن "سلاح الجو التركي قام بإنذار المقاتلات الأجنبية التي اخترقت أجواءنا 10 مرات يوم الثلاثاء الماضي. نحن لم نكن نعرف هوية المقاتلة الحربية التي اخترقت أجواءنا، وبعدما أسقط سلاحنا الجوي هذه الطائرة عرفنا أنها مقاتلة روسية ولم نسقطها عمدا"، مشيرا الى "أننا لا نسمح لأي طائرة مهما كانت هويتها أن تخترق أجوائنا لأن المنطقة مشتعلة وتدور بها اشتباكات عنيفة".

ولفت الى أنه "على الرغم من أنني تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأخبرته أننا لا نقبل باختراق أجوائنا إلا أن طائراتهم عادت واخترقت حدودنا، في حادثة الاختراق الأولى قال لي بوتين اعتبروا طائرتنا التي اخترقت أجوائكم بمثابة ضيف، فقلت له لا يوجد ضيف بدون دعوة"، معربا عن انزعاجه من تصريحات المسؤولين الروس وعلى رأسهم بوتين.

وأضاف: "​روسيا​ تقول أنها تستهدف "​تنظيم داعش​" في جبل التركمان، ولكنني أقول لكم هذه المنطقة خالية من هذا التنظيم وهذه حجة واهية لضرب المنطقة، كما أن بوتين يقول أننا نعمل على أسلمة تركيا وأنا أقول له أن نسبة المسلمين في تركيا هي 99%، وهذه تصريحات لا تليق به"، كاشفا انه "لدينا أدلة على أن هناك تعاونا بين روسيا ونظام الرئيس السوري ​بشار الأسد​ وتنظيم داعش".

وأكد أردوغان أن "أخلاقنا ليست دنيئة كي نستورد البترول من تنظيم داعش الإرهابي، ولسنا نحن من يفعل ذلك"، معربا عن أسفه لأن "بعض أحزاب المعارضة التركية تقف مع روسيا ضد الدولة التركية وأنا متعجب من هذا الأمر"، مشددا على أن "تصريحات بويتن بأن تركيا أرسلت شاحنات لمساعدة تنظيم داعش الإرهابي هي تصريحات كاذبة ومجرد افتراءات، وأطلب منهم الدليل".

وسأل "أليس من يدعم النظام السوري الذي قتل مئات الآلاف من إخواننا السوريين يكون داعما للإرهاب؟ نحن لا نضرب أحدا في الظهر كما ادعى بوتين، نحن نواجه الجميع وجهًا لوجه ولا نخاف أحدًا"، معتبرا أن "من يدعم النظام السوري الذي يقتل شعبه فإنه يلعب بالنار. من يستهدف المساعدات الإنسانية المتجهة لإخواننا في جبل التركمان هو يلعب بالنار".

وأوضح أردوغان أن "علاقاتنا مع روسيا استراتيجة، ونوليها أهمية كبيرة لذا على روسيا أن تتحلى بالأخلاق الدبلوماسية ولكن هناك حملة دعائية وتصريحات سيئة ضد تركيا وضد المواطنين الأتراك المتجهين لروسيا، وهذه تصريحات لاتليق بدولة كبيرة مثل روسيا ورئيسها"، معربا عن استعداده للقاء المسؤولين الروس والنقاش معهم حول موضوع الطائرة. كما طلب من روسيا وبشكل جدي أن "نجلس على طاولة واحدة ونتحاور في كافة الملفات التي يمكن لها أن تعرقل علاقتنا الاستراتيجية".