لفتت أوساط تيار "المستقبل"، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى ان الأسباب التي دفعت رئيس التيار سعد الحريري لخيار إيصال رئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​ إلى رئاسة الجمهورية عديدة، موضحة أن "أخذ الأزمة السورية منذ التدخل الروسي أبعادا جديدة زادت الأزمة تعقيدا وتهدد بإطالة أمدها دفعت الحريري لهذا الخيار فالتسوية السياسية لم تنضج ظروفها ولم تُرسم خطوطها بعد، والحرب على الإرهاب طويلة بعدما ثبت أن الضربات الجوية لا تكفي وأن التدخلات البرية غير مطروحة".

ورأت الأوساط أن "الوضع اللبناني لم يعد يتمتع بمقوّمات الانتظار والصمود لفترة طويلة بعدما وصلت الدولة ومؤسساتها إلى حالة من التآكل والتحلل والاهتراء ووصل الوضع إلى طريق مسدود سياسيا وسط تعاظم المخاطر الأمنية والإرهابية، وهذا كله يفرض ترتيبا جديدا للوضع بات حاجة للجميع ويبدأ بانتخاب الرئيس وإعادة عجلة الدولة إلى الدوران"، مشيرة إلى أن "تيار المستقبل يمر بأزمة داخلية شديدة الوطأة ووصل إلى الوضع الأسوأ له منذ العام والأمر لا يقتصر على ضائقة مالية وإنما يتعداها إلى فقدان الحريري قدرة التحكم عن بعد وتكوّن مراكز قوى وتنافس داخل التيار، وتعاظم التطرف في الشارع السني، ومشاكل سوء التفاهم والتواصل مع الحلفاء في آذار ومجمل هذا الوضع يجعل من عودة الحريري إلى السلطة والى رئاسة الحكومة حاجة وضرورة لوقف حالة التفكك والانحدار".

كما أكدت الأوساط أنه من أسباب هذا الخيار هي "أن عودة الحريري إلى بيروت والى رئاسة الحكومة غير ممكنة إلا في إطار تسوية سياسية ومعادلة رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة"، لافتة إلى ان "فرنجية لا مشكلة في تسويقه لدى الحليفين الرئيسيين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط، خصوصا أنه ينتمي إلى الطبقة السياسية ذاتها المتحدرة من أصول سورية ويمكن التفاهم معه، ولا صعوبة في تسويقه مسيحيا بصفته أحد الأقطاب الأربعة تحت سقف بكركي ويُصنف سياسيا وتاريخيا بأنه متعصب لحقوق المسيحيين ودورهم".