ميزة هذا الأسبوع أنَّه حافلٌ بنصاب سياسي ولكن أين يمكن صرفه؟

وكيف يمكن تسييله في الإنجازات؟

التعداد الرئاسي بلغ ذروته، خمس وثلاثون جلسة من دون أي نتيجة، والخير لقدّام إذا بقي هذا التعنت المتمثِّل في اشتراط الإنتخاب سلفاً قبل النزول إلى ساحة النجمة، فجلسة أمس لم يحضرها سوى ٥٨ نائباً أي أقل من نصاب الثلثين بثمانية وعشرين نائباً.

الحكومة والحمدلله في همّةٍ مستجدة:

جلستان لمجلس الوزراء هذا الأسبوع:

غداً الأربعاء ثم بعد غد الخميس قبل أن يسافر الرئيس تمام سلام إلى المانيا. صحيح أنَّ رئيس الحكومة يسعى بكل جهوده لإسماع صوت لبنان، لكن المشكلة أنَّ الموضوع أكبر من تقديم ملف بحاجات لبنان، إنّه مرتبط بقرار الدول الفاعلة تقديم المساعدات للبنان أو عدم تقديمها.

أما جلستا مجلس الوزراء فإنَّ المآزق تواجهها في ظل الإختلاف على طرق تمويل بعض الإحتياجات ولا سيما العسكرية منها، وليس في الواجهة سوى الضريبة على صفيحة البنزين، بين مَن يقترح أنَّ تكون هذه الضريبة خمسة آلاف ليرة فيما يقترح آخرون ثلاثة آلاف، ومع ذلك يبقى موضوع هذه الزيادة محط خلاف كبير.

ما كاد اللبنانيون يتنفسون الصعداء من إنخفاض أسعار النفط عالمياً، حتى صُعِقوا بأنَّ الحكومة قد تفرض ضريبةً على صفيحة البنزين تتراوح بين خمسة آلاف ليرة وثلاثة آلاف ليرة. غريباً! أليس هناك من سبيل إلى المداخيل إلا بالضرائب المباشرة؟

إنها المفارقة الكبرى:

حكومةٌ لا تتوانى عن دفع 123 دولار لترحيل طن النفايات فيما هي ستفرض خمسة آلاف ليرة لتمويل بعض المدفوعات.

النفايات تُباع ولا يُدفَع عليها، بيعوا النفايات وموِّلوا بعض حاجاتكم.

أما في الخارج، فمن اليمن إلى سوريا، وما بين الدولتين من تطورات ومستجدات، وكلُّها تشير إلى أنَّ الشرق الأوسط سيشهد غلياناً ليس في الجو فحسب بل على الأرض.

لبنان معنيٌّ بكل هذه التطورات ولا سيما الخارجية منها، لأنّه مرتبطٌ بها ارتباطاً عضوياً، ولم يعد بالإمكان الحديث عن النأي بالنفس إلا من باب الترف السياسي:

لا نأي بالنفس في ظل وجود مليوني نازح سوري في لبنان، ولبنان معني بتطور هذا الملف في غياب المعالجات الجدية له على رغم المؤتمرات الدولية الفضفاضة.

لا نأي بالنفس في ظل القنبلة الموقوتة لا بل القنابل الموقوتة في بلدة عرسال وجرودها، وفي ظل الحديث اليومي عن مواجهات بين داعش والنصرة والجيش اللبناني.

لا نأي بالنفس في ظل الإجراءات الأميركية المتعلقة بالنقد وبالقطاع المصرفي.

لا نأي بالنفس في ظل التأثير الخارجي على انتخابات الرئاسة في لبنان.

إن المرحلة هي من المراحل الشديدة الخطورة على لبنان، فماذا ينتظر السياسيون لمحاولة الإنقاذ قبل فوات الأوان؟