طرحت صحيفة "كيولو" الصينية موضوعا حساسا بدأ يثير الجدل في المجتمع الصيني ويقوم على المقارنة بين المجتمع القديم والمعاصر السائد اليوم في الصين، وقد طرح الموضوع بشكل واسع بعدما نشرت صورة لرجل صيني يبلغ من العمر 46 عاما يقدم الطاعة لوالديه البالغين من العمر 80 عاما، وهو راكعا على ركبتيه، في محطة قطارات، ما طرح جدالا حول هذه العادات وما إذا كانت تصلح بعد التغيرات التي شهدها المجتمع الصيني في العقود الأخيرة، وقد نالت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات المؤيدة لما قام به الرجل، إحتراما وتكريما لأبيه وأمه، فيما انتقد البعض الآخر الخضوع المطلق للأهل، والذي لم تعد يصلح في يومنا هذا بحسب هذا الرأي.

وتقوم عادة الخضوع المطلق للأهل الى العام 400 قبل الميلاد، إستنادا الى حكمة الفيلسوف الصيني "كونفوشيوس"، وبخاصة الأجداد والآباء منهم، ويشهد المجتمع الصيني تغيرات جذرية في المفاهيم، إذ لم يعد الجيل الصاعد يعطي أهمية لهذه العادات ما خلق مشكلات بين الأهل وأولادهم وفي قطاعات المجتمع كافة.

وتعطي الصحيفة الصينية أمثلة على ذلك، كما يحدث غالبا في قطاع المواصلات الذي ما زال الصينيون يعتمدون عليه بشكل كبير، حيث يتذمر الكبار في السن لما يسمونه بوقاحة الشباب لعدم إعطاء مقاعدهم للأكبر سنا، وقد تطور هذا التذمر في بعض الأحيان ليتحول الى عنفي من قبل كبار السن نحو الشباب الذين يرفضون إعطاء مقاعدهم، ما يعتبره الكبار بالسن عدم احترام وازدراء لهم، وهذا الأمر ينسحب طبعا على علاقة الأهل بأبنائهم حيث يفشل الأهل مشاريع زواج ابنائهم في حال لم يوافقوا على شريك إبنهم او إبنتهم، ما يخلق مزيدا من عدم الاستقرار الاجتماعي في المجتمع الصيني وعلى المستويات كافة.

ترجمة "النشرة".