رأى السفير الايراني لدى الرياض، حسين صادقي، ان "السعودية كانت قد اتخذت قرار قطع العلاقات مع ايران مسبقا"، معتبرا ان "الملك السعودي ارتكب خطأ كبيرا بإعدام الشيخ النمر، الذي كان ناشطا مدنيا وله مطالب اجتماعية، حظيت بتأييد عالمي،وامن الخطأ الفاحش لمملكة آل سعود تنفيذ حكم اعدامه الى جانب عدد من الارهابيين".

ولفت صادقي الى ان "الخطأ الآخر الذي ارتكبته السعودية هو تسرعها في قطع العلاقات السياسية والدبلواسية مع ايران"، مرجحا انه "كان من الممكن السيطرة على الموضوع نظرا للتطمينات التي اعطيتها لهم بالحفاظ على امن سفارتهم في طهران".

وأوضح صادقي ان "الهجوم على السفارة السعودية بطهران قدم خدمة للسعودية بالتغطية على جريمتها بإعدام الشيخ النمر، ووجه الانظار نحو ايران، اضافة الى انه يعد مساسا بحضارة ايران وثقافتها، وقيم الثورة الاسلامية".

وأشار صادقي الى ان "المسؤولين الايرانيين اجروا محادثات مع السعوديين حيث دعوهم الى إعادة النظر في حكم اعدام الشيخ النمر، فكان السعوديون يتذرعون بأن الشيخ النمر وجهت له تهم وان القضاء لديهم مستقل وهو من يتخذ القرار بهذا الشأن. ولم نحصل على اي وعد بعدم تنفيذ الحكم او اعادة النظر فيه".

وبشأن القرار السعودي المتسرع بقطع العلاقات مع ايران، لفت السفير صادقي الى ان "استنباطي ان السعودية كانت قد اتخذت قرار قطع العلاقات مسبقا، وهناك أدلة عديدة لاتخاذ هكذا قرار من قبل الرياض، وقد بذلنا جهودا كبيرة لمنع وقوع هذه المشكلات في العلاقات الثنائية"، موضحا أن "الخارجية السعودية هددت بقطع العلاقات فور تلقي الخبر بتعرض السفارة للهجوم وحتى قبل الاقتحام"، مبينا ان "السعوديين حتى لم يطرحوا شروطا من قبيل تقديم الاعتذار لغض النظر عن قرار قطع العلاقات. كما ان السعوديين رفضوا كل الجهود المبذولة من قبل ايران لتلطيف الاجواء".

وأردف: "اتصور ان السعودية لا رغبة لها بتغيير وضع علاقاتها مع ايران. وبالحقيقة فإن النهج الذي اعتمدته روحاني قبل الانتخابات وبعدها لم تستغه بعض دول المنطقة التي لا تريد ان تكون في جوارها دولة تسود فيها حاكمية الشعب الدينية ويتمتع فيها الشعب بحق تقرير المصير والاقليات لديها حقوقها فيها".

وكشف صادقي ان "لدى السعودية مخاوف من تقارب الدول الاخرى مع ايران، وبالطبع هذه المخاوف غير صحيحة، فإيران ليست بصدد تجاهل مصالح السعودية. ويبدو ان هذا ايضا احد الاخطاء الكبيرة التي ترتكبها السعودية. السعودية لديها تحليل خاص بها ليس مبنيا على اساس الحقائق الموجودة في المجتمع الايراني".