روى مصدر عسكري رفيع لـ"الجمهورية" تفاصيل ما حصل أمنياً، موضحا أنّه "لحظة وقوع التفجيرات في القاع، شهدت مراكز الجيش استنفاراً عاماً لأنّه كما بَدا واضحاً لم تكن عملية الصباح معزولة، وقد طلب الجيش من أهالي القاع مساعدته عند الاشتباه بأيّ جسم غريب ولبوا النداء سريعاً، وفي هذه الأثناء كانت قيادة الجيش في اليرزة وقيادة منطقة البقاع تُنسّقان الخطط تحسّباً لأيّ طارئ، وزار قائد الجيش العماد جان قهوجي القاع ليؤكد وقوفه الى جانب الاهالي".

وأكّد المصدر أنّ "سلاح مواجهة الانتحاريين إضافة الى اليقظة هو الاستخبارات"، لافتاً إلى أنّ "أحد أسباب فشل عمليات الليل في القاع هو وصول معلومات إستخباراتية عن وجود 4 إنتحاريين جدد، فأعطيت التعليمات الفورية الى مراكز الجيش والأهالي للإستعداد، وعند وصول أحد الانتحاريين الى مكتب المخابرات، تنبّه له العسكري وأحبَط العملية، كما أنّ إنتحارياً آخر حاول مهاجمة ملالة للجيش فتنبّه له العسكري، وبالتالي لم يستطع 4 انتحاريين ليلاً إيقاع ضحايا".

وبالنسبة الى خطة المواجهة المتّبعة، أكد المصدر العسكري أنّ "الاتّكال الأساس هو على الاستخبارات، والخطة تحصل وفق الآتي:

أولاً: تنتشر استخبارات الجيش بشكل غير مسبوق في مناطق البقاع الشمالي وأكثر ممّا يمكن أن يتخيّله الخبراء العسكريون، حيث تزرع الشبكات في كل الأماكن.

ثانياً: إنتشار وحضور استخباراتي في مخيمات النازحين السوريين، بحيث يرصد كل تحرّك أو عمل مشبوه، وهذه النقطة أساسية في العمل الإستخباراتي خصوصاً أنّ تلك المخيمات تقع ضمن الأراضي اللبنانية، وبذلك تُحمى المخيمات لكي لا تكون مأوى للإرهابيّين.

ثالثاً: التنسيق الاستخباراتي بين الأجهزة كافة، والدليل الإجتماع الأمني الذي عُقد في اليرزة بعد التفجير وضمّ كل الأجهزة.

ولفت المصدر الى تبادل معلومات مع أجهزة استخباراتية غربية وخارجية من أجل ملاحقة الشبكات الارهابية من المنبع، وهذا الامر ساعد كثيراً، خصوصاً أنّ المخابرات الأجنبية تملك معلومات عن شبكات خارجية تعمل بالإتصال مع الداخل من أجل التحرّك عندما تحين اللحظة، وهذا التعاون يأتي ضمن سياق التعاون الإستخباراتي مع دول العالم، ونظراً الى وجود لبنان ضمن التحالف الدولي لمحاربة "داعش".