اتى المجرمون القتلة الى القاع البطلة مع الفجر، اتوا كشياطين الموت، حاملين قنابل الشر والاحزمة الناسفة وشهوة القتل والدمار. اتوا مع صياح الديك كوحوش الجحيم الى القاع المصلية الآمنة الوادعة في ظل كنيسة مار الياس في قلب سهول الخير والكرم والبركة.

القاع التي حماها جيش لبنان والرجال والنساء ومار الياس.

شهداء

ودماء لم تجف

دماء شهداء القاع الذين قتلهم الجيش السوري لم تكن بعد قد صفت وبقيت اجسادهم ذخائر مقدسة للشهادة والبطولة في ظل كنيسة مار الياس شفيع البلدة وحاميها.

وحمل الناس صليب اوجاعهم قرابين قيامة ورجاء وعطاء وفداء كخير سهل البقاع ومياهه المشابهة لمياه العماد التي تعمدوا فيها... فأبواب الجحيم لن تقوى على صليب العماد المقدس وزيت الميرون الطاهر.

سيف مار الياس

بيد الرجال والنساء

الرجال والنساء والابطال الشجعان حملوا سيف مار الياس شفيع القرية وتصدوا للمهاجمين على البلدة والناس بعد نيام. وقد استيقظوا مع الصباح للذهاب الى اعمالهم والاطفال الى مدارسهم. في هذا الصباح الجميل اتى اصحاب الاحزمة الناسفة لينسفوا حياة وعنفوان مدينة الشهداء والابطال فتلقاهم الرجال والنساء برجولة وبطولة وشجاعة وارادة الاستشهاد فحزموا حبل الموت حول اعناق القتلة المجرمين ناكري جميل وفضل الضيافة والاستقبال والجود والكرم والعطاء. ولاجل القاع، انضم الى قافلة الشهداء الاوائل، شهداء جدد من ذات طينة الطيبة والمحبة والكرم والرجولة، وهم: جوزف ليوس، فيصل عاد، جورج فارس، ماجد وهبه، بولس الاحمر. هؤلاء هم قرابين الحب والعطاء الجدد الذين غسلوا ثيابهم بدم الحمل ولبسوا حلل النصر والظفر والقيامة البيضاء.

لا حوريات

ولا سماء للمهابيل

القادمون بالموت والاحزمة الناسفة والامراض العقلية والنفسية اتوا وهم يحلمون بحوريات جنة غير موجودة الا في جحيم عقولهم وجهنم جنونهم وهبلهم الديني وشذوذهم الجنسي وهستيريا من افتى لهم بالملذات في جنة الاوهام والسراب وانه لم يعد هناك من حوريات لكثرة ما اتى اليهم من مجانين الموت والانتحار والاوهام.

المجد لرجال القاع

فالمجد لرجال القاع ولنسائها الابطال و«القبضايات» وصلاتنا لشفاء الجرحى في المستشفيات والعار والخجل للابسي الاحزمة الناسفة، احزمة الموت والجريمة والوحشية والكراهية والارهاب. الخمسة الابطال الشهداء جورف ليوس، فيصل عاد، جورج فارس، ماجد وهبه، وبولس الاحمر، سيكون دمهم زرعاً ليزهر الايمان في القاع اكثر ولينبت الابطال مع الزهر والزرع وسيل المطر والمياه.

برفقة الاباتي

شربل قسيس

اذكر يوم حدثت المجازر والحريق والخراب منذ مدة ذهبت برفقة الاباتي شربل قسيس الى القاع وكانت تلملم جراحتها بكبر وايمان فالتقينا كهنة وراهبات ورجالاً ونساء يملأ الايمان قلوبهم والرجاء والصمود حياتهم وهم يرفضون الابتعاد عن ارضهم وبيوتهم ورزقهم ويأبون الاقتلاع من ارض القاع ارض اجدادهم وتراب ابائهم، واليوم نحن نرى ونسمع الصوت ذاته من جميع اهل القاع رجالاً ونساءً.

القاع جوهرة العز وتاج المجد والكرامة على جبين الكنيسة والوطن لبنان وطن الارز والصمود والعنفوان.

القاع صخرة

الصمود والايمان

افاضت كلمات سيادة المطران وسعادة السفير البابوي والشيخ الفاضل باروع الكلام عن صمود صخرة الايمان لبلدة القاع ارض الرجولة والابطال والشهداء والصمود والتجذر، القاع صخرة عز تبنى عليها كنيسة المسيح ومجد الوطن لبنان جيشاً وشعباً. من هنا يفوح عطر القداسة والعنفوان وعطر بخور ارز البقاء...

عندما سنروي لاطفالنا حكايات العز في بلادنا، سنروي لهم ايضاً حكاية بطولة اهل القاع ولو كان الحزن قد لف السهل والبلاد والوطن بأسره. فبالرغم من كل شيء وبالرغم من الجراح والبكاء رفعنا توابيت عرس شهدائنا الخمسة، البيضاء على الاكف وقرعنا لهم اجراس الافراح وزغاريد النصر لعرس القيامة والحياة والرجاء. وعرفنا انه ما من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه كما قال السيد المسيح.

ناموا في نعوشهم البيضاء

ونحن كنا وما زلنا بيننا الخطر وان هؤلاء الشهداء الابرار الخمسة ابناء القاع قد غسلوا ثيابهم بدم الحمل وناموا في نعوشهم البيضاء الملفوفة بعلم لبنان وارزه الخالد، ناموا على رجاء القيامة. فتحية لارواحهم الطاهرة، وتحية لرجال القاع الاشداء وتحية لنساء القاع البطلات وتحية كبيرة لجيشنا العظيم حامل لواء الشرف والتضحية والفداء.

اعجوبة مار الياس

اعجوبة خلاص القاع من كارثة كبيرة حدثت في ساحة الكنيسة في حمى مار الياس الذي حمى بسيفه الممشوق الاهل من القنابل التي رماها المجرمون ولم ترعها قوة وشفاعة مار الياس من الانفجار. والمجرمون الهاربون تلقاهم الموت ومزقت احزمتهم الناسفة اجسادهم بعد ان ابتعدوا عن ساحة مار الياس التي اقبل اليها الرجال والنساء ولم يصبهم اي اذى.

مع الفجر

صاح الديك

صاح الديك مع الفجر ثلاث مرات فانكر الشياطين زاد المحبة والضيافة والكرم والاستقبال والعيش المشترك.

صاح الديك مع الفجر ثلاث مرات فاستيقظ الرجال والنساء وهبوا يدافعون عن البلدة الجريحة الصامدة وصرح الوحش وسقط التنين على ارض القاع وسقطت معه بابل الخطيئة والشر وقامت اورشليم السماوية تفتح ابوابها لملك المجد الآتي مع الشهداء الابطال الخمسة الجدد بالمجد والكرامة واكاليل الظفر والانتصار والغار.

لاجل يا قاع نصلي

ونحن لاجلك نصلي ونفتخر بك ايتها القاع البطلة يا مدينة المدائن، يا ارض الشهداء وتراب الابطال والرجال، يا موطن العز والكرامة والرجولة والعنفوان، لاجلك نصلي، لاجل شهدائك ولاجل اهلك الابطال.