البروفسور ​الأب يوسف مونس

يوحدنا هذه السنة مجيء ​عيد الفصح​ عند الشرقيين والغربيين ليس بارادة محبة منّا ولا برغبة بازالة الشك من بيننا ولو بدعوة الناس لنا للتوحيد واقامة العيد الكبير في يوم واحد ولا تلبية لرغبة الحركة المسكونية الساعية لتوحيد يوم العيدين وكما يحب ان يكون وكما ابدى رغبة في ذلك قداسة ​البابا فرنسيس​ ولا كما ناشدت الرسالة البابوية للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، بالعودة الى الالف الاول ولا بالتفاهم على قرارات المجمع النيقاوي واعطاء شهادة المحبة والشركة. ولا اقتداء ببعض كهنة الرعايا المختلطة التي وحد كهنتها احتفال العيد ضهور الشوير ولم تهتز عقيدة القيامة.

ماذا قال المجمع النيقاوي

1) على الكنيسة ان تعيد عيد الفصح الكبير، بعد عيد الفص اليهودي. لان عيد الفصح اليهودي هو رمز سابق لعيد الفصح المسيحاني الحقيقي.

2) على الكنيسة ان تعيّد عيد الفصح بعد اعتدال فصل الربيع.

3) على الكنيسة ان تعيد عيد الفصح بعد القمر البدر في اذار وقد عيدت الكنيسة كلها سوية لاكثر من 850 سنة هذا العيد، وابتدأ الفرق بين العيدين بعد الانشقاق الكبير بعد ان رفضت الكنيسة الارثوذكسية قرار البابا غريغوريوس بازالة الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية. هذا القرار رفضته الكنيسة الارثوذكسية مطالبة بمجمع مسكوني لاقرار ذلك فكان جواب البابا ان هذا ليس قراراً عقائدياً لاقامة مجمع لاجل ذلك بل هو قرار زمني علمي بعد ان برهن احد علماء الفلك في الاسكندرية سوسيجينس ان الدورة السنوية للقمر تأخرت عن الدورة الشمسية لاكثر من 8 ايام لذلك وجب «تضبيط» الدورتين وقد قرر البابا ذلك.

تقويمان عندنا

تقويم قمري وتقويم شمسي وقد اصبح عندنا بعدها تقويمان تقويم اقره يوليوس قيصر وقد سمي تقويم «يولي» وتقويم نسب الى اسم البابا غريغوريوس وقد سمّي بالتقويم «الغريغوري» او ما يسمى بالتقويم الشرقي او الرزنامة الشرقية (كلندار) او ما يسمى بالتقويم الغربي او الرزنامة الغربية (كلندار) الاول يتبع الدورة الشمسية للشمس والثاني يتبع الدورة القمرية للقمر. لكن يجب ان نعرف انه لا فرق هناك بين الكنيستين في الايمان بحقيقة عقيدة القيامة فالقيامة قيامة الرب يسوع حقيقة ايمانية ثابتة عند مؤمني الكنيستين وجميعهم يعلن ويقول: المسيح قام، حقاً قام

المسيح قام من بين الاموات وقهر الموت بالموت، واعطى الحياة للذين في القبور.

ما هو الفرق بين التقويم القمري والتقويم الشمسي؟

التقويم القمري: يعتمد حركة القمر بالنسبة الى الارض لحساب الزمن اما الشهر القمري فهو الشهر اللازم ليتم القمر دورته الكاملة حول الارض. وهي: 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة.

والسنة القمرية اثنا عشر شهراً (12) قمرياً اي 354 يوماً و8 ساعات و48 ثانية.

التقويم الشمسي: يعتمد على حركة الارض بالنسبة الى الشمس لحساب الزمن.

فالسنة الشمسية هي المدة اللازمة لدوران الارض حول الشمس. منطلقة من نقطة الاعتدال الربيع الى وقت رجوعها الى النقطة ذاتها.

السنة الشمسية تتألف من 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة ونحو 46 ثانية.

اصلاح يوليوس قيصر والفلكي سوسيجنيس

طلب يوليوس قيصر من الفلكي سوسيجنيس «تظبيط» الخطأ في احتساب الزمن للسنة الفلكية.

فزاد هذا الفلكي 6 ساعات على كل سنة. فأصبحت هذه الزيادة يوماً كاملاً كل 4 سنوات. واضيف هذا اليوم الى شهر شباط فيصبح عندها شهر شباط 29 يوماً وتسمى هذه السنة السنة كبيساً (اي تكبس السنة باضافة يوم عليها، المطران بطرس المعلم، لماذا لا نعيد معاً باستمرار أمسيات الاحد، جونيه 2007).

وقد سمي هذا التقويم، التقويم اليولي، نسبة الى يوليوس قيصر وهو الحساب الشرقي، وتتألف السنة فيه من 365 يوماً و6 ساعات.

البابا غريغوريوس الثالث عشر والحساب الغريغوري

حساب يوليوس قيصر زاد على السنة الفلكية الحقيقية (1) دقيقة، ونحو 14 ثانية فأصبحت هذه الزيادة بعد الف سنة قيمة قدرها: 7 ايام و17 ساعة و50 دقيقة.

الفرق 10 ايام

سنة 1582 اصبح الفرق بين السنة الفلكية الحقيقية والحساب اليولي او الشرقي عشرة ايام. فقرر البابا غريغوريوس اصلاح الحساب ليزيل الفرق بين الحساب القمري والحساب الشمسي «فأمر ان ينتقل الخميس الواقع في الرابع من تشرين الاول (اليومي) الى يوم الجمعة الواقع فيه الخامس عشر منه (الغريغوري)» (المطران بطرس المعلم) وهنا رفضت بعض الكنائيس الشرقية هذا القرار ووقع الفرق بالرغم من صلاة المسيح: ليكونوا واحداً.

مجمع نيقية سنة 325

قرر: 1) الزامية تعييد عيد الفصح بعد الفصح اليهودي.

2) بعد الاعتدال الربيعي.

3) بعد القمر البدر في اذار.

مسيح واحد..عقيدة واحدة

اقتراح الحل: الاحد الثاني او الثالث من نيسان يكون هو الحل المناسب لقرار مجمع نيقية. ولازالة الشك بين فرق العيدين واعطاء الفرح للمسيحيين بالتعييد مع بعضهم. فلا يدفنه هؤلاء ويقيمه اولئك في اوقات متفرقة والمسيح واحد والعقيدة واحدة ونلبي رغبة الحركة المسكونية واقتراح قداسة البابا فرنسيس فنصرخ سوية قائلين: المسيح قام حقاً قام.

المسيح قام من بين الاموات وقهر الموت بالموت واعطى الحياة للذين في القبور: آمين.

(مقالي في جريدة الانوار السبت 12 آذار 2016، ازيلوا هذا الشك بين العيدين).

وقد ثمنت الكنيسة الكاثوليكية على اتباعها الكاثوليك ان يعيدوا مع اخوتهم الارثوذكس سوية العيد الارثوذكسي حيث هم اقلية كما في قبرص واليونان وروسيا اما في بقية البلدان حيث هم اكثرية فيعيدوا عيد الفصح بحسب حسابهم وتقويمهم وهذا ما يفعله الموارنة في لبنان لأنهم هم الاكثرية عند المسيحيين.