لفت بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في كلمة له خلال لقائه أعضاء من الكونغرس الأميركي في الولايات المتحدة إلى "ما يجري في الشرق وإلى ثوابت الكنيسة الأنطاكية ومبادئها في خضم الأحداث في سوريا". ولفت الى أن "ما يجري فيها من إرهاب هو غريب عن ماضي وحاضر العلاقة بين كل أطيافها".
وشدد على "الدور المطلوب من الجميع في نقل صورة حقيقية عما يجري"، لافتا إلى أن "منطق الأكثرية والأقلية لا يقوم ههنا لأن المسيحيين أصلاء في الشرق وكان لهم وما زال دور طليعي وريادي سياسي ووطني واقتصادي وثقافي وذلك في كل بلدان المشرق بما فيها سوريا ولبنان"، مؤكداً أن "منطق التقسيم هو أسوأ ما يمكن".
وخلال ندوة في مركز هدسون للدراسات، نوه يازجي بـ"دور الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية وهي الناطقة بالعربية، والمسيحيين المشرقيين عموما في بناء جسور الحوار بين الشرق والغرب والمسيحية والإسلام"، مشيراً إلى "الجهود التي تبذلها البطريركية عبر دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في مد يد المساعدة إلى كل إنسان ومن كل الأطياف".
وفي كلمة له في افتتاح مؤتمر "الدفاع عن المسيحيين"، أعرب يازجي عن فرحه لـ"وجودي بينكم ولزيارتي الولايات المتحدة ونضم صوتنا الى صوت غبطته وننظر إلى حكومة الولايات المتحدة آملين الدفع باتجاه إيجاد حلول سلمية في العالم والشرق الأوسط، في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكل أنحاء المنطقة. نحمل دوما وديعة السلام وبشرى الخلاص والفرح والحق والكنيسة هي عمود الحق وسط العالم المضطرب وتبقى شاهدة للحق حتى لو رفعت على الصليب على شاكلة سيدها".
وأكد أن "مسيحيي الشرق الأوسط باقون هناك ونحن ولدنا حيث شاء الرب أن نكون. وهناك نعيش وهناك سنموت وكل ما يحصل من قتل وإرهاب وتكفير هو غريب عنا وعن الشرق وهو يحمل الدمار والخراب وقتل البشر وهدم الحجر نحن لا ننسى موضوع خطف مطراني حلب يوحنا وبولس ودمار العديد من الأديرة والأوقاف التي دمرت وحرقت وسرقت".
ولأكد أنه "رغم كل هذه الظروف القاسية، نحن باقون لأننا متجذرون في تلك الأرض كأرز لبنان، نحن لسنا ضيوفا ونحن أصحاب حق وأصحاب أرض، يسألوننا عن الوجود المسيحي. ونقول: نحن لا نستطيع تصور الشرق الأوسط من دون مسيحيين. وهذا ما يقوله المسلمون أيضا في الزمن الحاضر".
وتابع: "نسمع عن أقلية وأكثرية. نحن لسنا أقلية ودور المسيحيين لا يحسب بالتعداد الرقمي. نحن نؤكد على دورنا ونؤمن بالعيش الواحد المشترك. نحن رسل محبة وسلام"، داعياً إلى "التكاتف وبناء البلاد نوجه الدعوة إلى كل الأسرة الدولية والمجتمع الدولي أن يعرفوا أننا هكذا وأن يدفعوا باتجاه إيجاد حل سلمي لكل ما يحصل في المنطقة وفي سوريا بالتحديد. وأختم بقول الرب: هو في وسطها فلن تتزعزع".