اكد مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ "وحدة المسلمين في لبنان وانها واجب ومسؤولية شرعيه"، مشيراً الى أن "أي عبث أو إخلال بها هو فتنة تستهدف المسلمين جميعاً".

ودعا دريان، خلال حفل تكريم قضاة الشرع ومدرسي الفتوى في ​دار الفتوى​، إلى "ترشيد الخطاب الديني بالطرق الحديثة وباستخدام التقنيات العلمية المعاصرة في مختلف المجالات بما يتفق مع القواعد الشرعية لإبراز دورها الكبير في تحقيق الأمن الاجتماعي"، مشدداً على "أهمية تكاتف العلماء وتعاضدهم معا للنهوض بالمجتمع والتصدي لأي نوع من أنواع الفتن في ظل المتغيرات التي يمر بها لبنان والمنطقة".

كما لفت دريان الى أن "دار الفتوى هي للجميع، وستبقى دائما صاحبة الكلمة الأساس في كل المفاصل الإسلامية والوطنية ولن يكون هناك مجاملة أو سكوت عن مطالبهم المحقة فكلمة الحق لا تعني التجريح ولا تعني الإساءة بل مساواة مع شركائهم في الوطن".

ورأى أن "الوجود الإسلامي في لبنان هو أصيل ومتجذر على هذه الأرض الطيبة منذ الف وأربعمائة عام ولا يمكن لأي فئة أو قوة أن تؤثر على هذا الوجود أو الدور رغم الآلام والجراحات التي عانى منها المسلمومن خاصة واللبنانيون عامة" مؤكداً انه "لا مكان للخوف أو الانكفاء فدورنا كان وسيبقى هو الأساس في بناء الدولة ومؤسساتها ونحن على ثقة بان الأيام المقبلة ستكون اكثر وضوحا واعمق دورا ونهوضا للحفاظ على لبنان ليكون سيدا حرا عربيا مستقلا قويا بمؤسساته الرسمية".

كما ذكر دريان أن "الإسلام يعلمنا السماحة، والتراحم والمحبة، ويدعونا إلى التعاون والتعارف بين الناس والعدل والمساواة، ويحثنا على فعل الخير، ويحضنا على المشاركة، والتكافل ومن يريد تشويه صورة الإسلام لن يخيفنا ولن يرهبنا، بل سيزيدنا تمسكا وتشبثا واعتصاماً بحبل الله وبثوابت ​الدين الإسلامي​"، لافتاً الى أنه "ما اقدم عليه المستوطنون ​اليهود​ بالاعتداء على مسجد ومقام النبي إبراهيم في مزارع شبعا، والرقص والغناء في بهوه، هو تحد واعتداء سافر على المسلمين واللبنانيين وخرق فاضح للسيادة اللبنانية، وانتهاك للقيم الإسلامية التي لن نسمح أن تمس من عدو محتل لا يفهم إلا لغة الإجرام والعدوان و​الإرهاب​"، مطالبا "الدولة اللبنانية والأمم المتحدة بالقيام بردع هذا العدوان على المسلمين في شبعا الذي استفز مشاعر المسلمين واللبنانيين والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية".

كما نوه الى أن "المسلمين يذبحون ويقتلون ويشردون في ​بورما​ وفي أفريقيا الوسطى حصلت مجزرة مروعة على يد ميليشيا انتيب لاكا المتطرفة باقتحام مسجد في قرية دمبي والمجتمع الدولي غائب عن السمع وجل ما في الأمر إدانة واستنكار ولكن المطلوب هو وقف هذه الأعمال الإرهابية ضد المسلمين في العالم".