ما زالت الأحداث التي حصلت في ​ايران​ ترخي بظلالها على القرارات الرئيسية التي توشك ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة على اتخاذها فيما يخص سياسة ​دونالد ترامب​ تجاه ​طهران​، من بينها تعديل ​الاتفاق النووي​ معها او إلغائه، اضافة الى الجهود التي يبذلها ​الكونغرس الاميركي​ في هذا السياق.

وعلى خلفية ما حصل من مظاهرات الّتي اندلعت للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، رأى خبراء غربيون يتابعون الوضع الايراني ان مؤشرات ​الاقتصاد​ بحالة لا بأس فيها، اذ ان الناتج المحلي الاجمالي في هذا البلد سوف ينمو هذا العام بنسبة تفوق ما نسبته في الولايات المتحدة الاميركيّة، بينما سيكون عجز الميزانية الإيرانية اصغر من العجز الاميركي بالمقارنة مع حجم الاقتصاد في البلدين، كما تسجل ايران حاليا فائضا سليما في حسابها الجاري في مجاراتها الدولية .

ويقول هؤلاء ان المشكلة التي تعاني منها الاوضاع المالية في ايران هي تداعي النظام المصرفي الإيراني، (كان الرئيس كشف ​حسن روحاني​ عن ستّ مؤسسات "احتيالية" تستحوذ حاليا على نحو ٢٥ بالمئة من سوق المال وترتبط برجال دين بارزين وبالحرس الثوري الإيراني.)

واستنادا الى التحذير الذي وجهه روحاني في كانون الاول من العام ٢٠١٧، فإن حياة نحو أربعة ملايين إيراني معرضة "للدمار الكامل" جراء هذه الازمة .

ورأى الخبراء ان معالجة هذا الوضع ليس مستحيلا وان القيادة في ايران تأخذ هذه المشكلة على محمل الجد وتعمل على معالجتها، وعقدت من اجل ذلك مؤخرا اجتماعات مغلقة مع خبراء اقتصاديين وماليين للنظر في الإصلاحات الكفيلة للحيلولة دون انهيار المصارف، خصوصًا وان عدة دول اخرى مثل قبرص وأيسلندا نجت من أزمات مالية أسوأ بكثير .

وفي حين تعتقد المصادر، ان لطهران قيادات قوية وحازمة عكس ضعف شاه ايران الذي ساهم في نجاح الثورة الإيرانية، كما ان القوى الامنيّة فيها مدربة ومجهزة وتتلقى توجيها واضحا ودعما سياسيا قويا، لا ترى هذه المصادر ان النشاطات التي يمارسها النظام الإيراني في الخارج، يمكن ان تؤثر على ما يحصل في الداخل أمنيّا واقتصاديًّا لانه لا يشمل الا عددا صغيرا من الوحدات المتخصصة مثل ​فيلق القدس​.

اما في ما يتعلق ب​حزب الله​ والدعم الإيراني له فلا يوجد حسب المصادر ما يروجه خصوم هذا الحزب من ان ايران يمكن ان تخفض مساعداتها له، وهذا ما دفع بالأمين العام للحزب ​السيد حسن نصرالله​ للقول بأن الشعب الإيراني سيظل داعما له.

ورأت المصادر انه في المرحلة المقبلة يتعّين على المسؤولين الاميركيين استخدام لغة متحفظة لدى التطرّق عن الأحداث في طهران، وان اي تصريحات اميركيّة واضحة تدعم المحتجّين ستؤدي الى ردّة فعل عكسية من قبل الجمهور الإيراني، كما انه اذا اعادت ​واشنطن​ فرض عقوبات على طهران بحجة دعمها للارهاب وقمعها للمحتجّين، فإنّ الإيرانيين سيلتفّون حول النظام و​الحكومة الإيرانية​، وستزداد النقمة الشعبية ضد الولايات المتحدة الاميركيّة ورئيسها دونالد ترامب، اضافة الى ان واشنطن ستبقى العاصمة الوحيدة التي تنتهج هكذا سياسة، بعكس المنظومة الأوروبية التي أعرب قادتها عن رغبتهم بالحوار مع الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية ​محمد جواد ظريف​ .