تتمتّع دائرة "​كسروان​-جبيل" المُستحدثة بطابع مسيحي-ماروني طاغٍ بإعتبارها تضمّ-إضافة إلى مقعد شيعي وحيد عن جبيل، سبعة مقاعد مارونيّة(1). فهل سينجح "التيار الوطني الحُرّ" بالإحتفاظ بزعامته في هذه الدائرة التي كانت قد كرّست زعامة العماد ​ميشال عون​ المسيحيّة خلال دورتي العام 2005 و2009 النيابيّتين؟.

لا شكّ أنّه مع التحوّل من القانون الأكثري إلى النسبي، لم يعد بإمكان الفوز بالمقاعد الثمانية لدائرة "كسروان-جبيل"، علمًا أنّ العماد عون لم يعد مُرشّحًا شخصيًا بعد وُصوله إلى ​قصر بعبدا​. وبعد اللغط الذي حصل في الماضي من أنّ قائد ​فوج المغاوير​ السابق العميد ​شامل روكز​ يتجه لتشكيل لائحة غير لائحة "التيار"، أكّدت أحدث المعلومات أنّ روكز سيحلّ مكان "الجنرال" على رأس اللائحة، وستضمّ لائحته على الأرجح رجل الأعمال ​روجيه عازار​، إضافة إلى المحامي أنطوان عطاالله الذي كان فاز بالمركز الأوّل في الإنتخابات الحزبيّة الداخلية التي كان نظّمها "التيّار. واللافت أنّ باب التفاوض مفتوح مع الوزير السابق ​زياد بارود​ بشكل خاص لما يُمثّله من ثقل شعبي لدى غير الحزبيّين. وفي المعلومات عن أعضاء لائحة روكز المُفترضين في جبيل، سيتم الإبقاء على النائب ​سيمون أبي رميا​ كمرشّح في ظلّ دراسة مُتأنّية للمقعد الثاني الذي يشغله النائب ​وليد خوري​ حاليًا، لجهة إبقاء القديم على قدمه أم ترشيح القيادي في "التيّار" الدُكتور ​ناجي حايك​ مكان خوري. أمّا المقعد الشيعي الذي يشغله حاليًا النائب ​عباس هاشم​، فالقرار بشأنه سيُترك للثنائي الشيعي، مع الإشارة إلى أنّ عدد الناخبين ​الشيعة​ في جبيل إرتفع بشكل كبير من نحو 10000 صوت إلى 16529 ناخبًا حاليًا، علمًا أنّه في العام 2009 رجّح "الصوت الشيعي" فوز لائحة "التيار" في ​قضاء جبيل​ آنذاك بفارق نحو 8000 صوت، بعد أن كان الفارق مع اللائحة المُنافسة يقتصر على مئات الأصوات فقط!. نّ أنّ

وبوجه اللائحة "العَونيّة" التي يُرجّح أن تكون الكلمة الفصل في تركيبها للعماد عون شخصيًا، لمنع أيّ تجاذب بين قيادة "التيّار الوطني الحُرّ" والعميد المُتقاعد روكز، يُواصل حزب "القوّات اللبنانيّة" الذي كان أعلن ترشيح مُنسّقه الحزبي ​شوقي الدكاش​ عن كسروان ودعم ترشيح رئيس ​بلدية جبيل​ المُستقيل زياد حوّاط عن جبيل، مُشاوراته لإستكمال لائحته التي يُرجّح أن تضمّ أيضًا رجل الأعمال ​مارون الحلو​ الذي يأتي من خلفيّة حزب "الوطنيّين الأحرار". والمُشاورات مفتوحة مع رئيس المؤسّسة المارونيّة للإنتشار، المهندس ​نعمت إفرام​ وكذلك مع النائب السابق ​منصور البون​ وغيرهما، علمًا أنّ البون الذي يتردّد أنّه يُطالب بأن يترأس اللائحة كان تمكّن في إنتخابات العام 2009 من فرض نفسه بقوّة في المُعادلة الكسروانية بعد حصده رقمًا قريبًا جدًا من رقم العماد عون شخصيًا(2).

أمّا اللائحة الثالثة الأساسيّة المُتوقّع أن تخوض معركة "معقل الموارنة"-إذا جاز التعبير، فهي لائحة النائب السابق ​فريد هيكل الخازن​ الذي يتمتّع بدوره بخلفيّة شعبيّة قويّة في كسروان أثبتت نفسها خلال الإنتخابات السابقة وخلال ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة أيضًا، علمًا أنّه يحظى بدعم من "تيّار ​المردة​" أيضًا-ولوّ على المُستوى المعنوي. ومن المُرجّح أن ينضوي كل من حزب "الكتائب اللبنانيّة" والنائب السابق ​فارس سعيد​ ضُمن هذه اللائحة.

وفي الوقت الذي يُتوقّع أن تدخل شخصيّات من "المُجتمع المدني" المعركة في دائرة "كسروان جبيل" عبر لائحة رابعة، فإنّ تقوية فُرصها مرتبط بإستمالة شخصيّات قويّة إلى جانبها، على غرار الوزير السابق بارود الذي يسعى "التيار الوطني الحُرّ" إلى إقناعه بالترشّح ضمن لائحته أيضًا-كما سبق وذكرنا، وعبر إستمالة شخصيّات من كبرى عائلات كسروان.

ولا شكّ أنّ كثرة عدد المُرشّحين، وعدم تقبّل بعض نوّاب كسروان الحاليّين إزاحتهم من منصبهم، سيؤدّي إلى ظهور ما لا يقلّ عن أربع لوائح قويّة-ولوّ بنسب مُتفاوتة. والأكيد أنّ النتيجة النهائية ستكون موزّعة بين أكثر من لائحة وجهة سياسيّة، حيث لا مجال لبقاء الأحادية الحزبيّة في هذه الدائرة.

(1) تضمّ هذه الدائرة ما مجموعه 132105 ناخبًا مارونيّامن أصل 175328 ناخبًا من مُختلف الطوائف والمذاهب، بعد عودة كل من قضاء كسروان وقضاء جبيل ليُشكلا معًا دائرة إنتخابيّة واحدة كما كانت الحال عليها في دورتي 2000 و2005.

(2) نال البون 29,111 صوتًا في كسروان وحدها في إنتخابات العام 2009 في مُقابل 31,861 صوتًا للعماد عون.