ليست القصة بين ​تيار المستقبل​ والوزير السابق اللواء ​اشرف ريفي​، قصة من أطلق النار على سيارة أحد مرافقي وزير العدل السابق، كي تقوم الدنيا من دون أن تقعد بينهما. فالقصة وببساطة، هي أن السجال المتفجّر بين الفريقين لا يمكن فصله عن يوم السادس من أيار ٢٠١٨، موعد ​الإنتخابات النيابية​ المنتظرة، والتي ستشهد ​طرابلس​ فيها، إحدى أشرس المعارك الإنتخابية على صعيد ​لبنان​ ككل.

وفي هذا السياق، تقول أوساط طرابلسية متابعة لعلاقة ريفي بتياره السابق منذ أن إستقال من وزارة العدل وما تلا ذلك من فوز حققه في الإنتخابات البلدية، "لو لم نكن في زمن التحضير للإنتخابات وتسجيل النقاط وكسب الأصوات، لما أثيرت هذه الضجة حول حادثة مرافق ريفي، لا من قبل الأخير ولا من جانب تيار المستقبل، وكان من الممكن أيضاً ألا يُطلق النار في الأساس على سيارة مرافق ريفي".

وعن هذا السجال المتفجّر بين تيار المستقبل واللواء ريفي، يكشف خبير إنتخابي أن كل الدراسات الإستطلاعية التي يجريها في عاصمة الشمال، تؤكد بما لا يقبل الشك أن المعركة المحتدمة هناك ستكون بين ٣ لوائح: لائحة لتيار "المستقبل" والوزير السابق ​محمد الصفدي​، لائحة لرئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ والوزير السابق ​فيصل كرامي​، ولائحة أخرى للوزير السابق ​أشرف ريفي​. وفي السجال القائم حالياً بين ريفي و"المستقبل"، يحاول الفريقان قدر الإمكان شد عصب الشارع الطرابلسي لكسب الأصوات وتصوير نفسه في موقع الضحية، خصوصاً بعدما فازت لائحة ريفي في الإنتخابات البلدية على لائحة الحريري وباقي الأفرقاء. وفي تفسير إنتخابي أوضح، يعتبر الخبير الإحصائي أن "الإنتخابات النيابية المقبلة في طرابلس، مفصلية بالنسبة الى الفريقين المتنازعين: مفصلية ومصيرية بالنسبة الى تيار "المستقبل" الذي يريد أن يؤكد للجميع أن الإنتخابات البلدية لم تكن ألا فلتة شوط وأنه الممثل الأول للشارع السني في ثاني أكبر مدينة في لبنان، وأن صفحة ريفي وخطابه الشعبوي طويت الى غير رجعة، ومفصلية ومصيرية بالنسبة الى ريفي الذي إن ربح في الصناديق النيابية يثبّت نفسه رقماً صعباً في طرابلس، وزعيماً على الجميع أن يحسب له ألف حساب في أي إستحقاق وعلى رأسهم الحريري، وإن خسر، يفقد الكثير من شعبيته التي أظهرتها الإنتخابات البلدية، ويصبح مضطراً للعمل على إنطلاقة سياسية جديدة لن تكون سهلة هذه المرة، لأنه في المرة السابقة كان يحصل على الألقاب التي أوصلته الى ما هو عليه اليوم فقط لأنه محسوب على تيار "المستقبل"، أما اليوم فلم يعد محسوباً إلا على نفسه، وعليها يجب أن يتكل ليؤسس تياراً او حزباً سياسياً.

حادثة إطلاق النار على سيارة ريفي بمعزل عن حقيقة من هي الجهة التي إفتعلتها، ليست المحطة الخلافيّة الأولى بين ريفي والحريري ولن تكون الحادثة الأخيرة، فالخصومة السياسية واقعة بينهما، وكل المحاولات ​السعودية​ لإعادة جمعهما فشلت، لا بل أكثر من ذلك، فالمعطيات التي وصلت الى الحريري جعلته يتأكد أن ريفي كان من بين المشاركين الأساسيين في الإنقلاب السعودي عليه ومحاولة تطييره من المشهد السياسي اللبناني.