أكد وزير الإعلام ​ملحم الرياشي​، في حديث إلى صحيفة "الوطن" السعودية أن "​العلاقات اللبنانية السعودية​ وثيقة ومتجذرة، وأن البعد التاريخي الأخوي يغلف هذه العلاقة، والتي جعلت العديد من العائلات اللبنانية من كل المكونات والطوائف تعيش في المملكة، وتعمل وتستفيد وتستثمر هناك".

وأشار رياشي إلى ان "الحكومة اللبنانية تبحث تطوير العلاقة بين البلدين انطلاقا من نظرة لبنان وتعاطيه مع رؤية السعودية 2030 التي أطلقها وتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"، مشددا على أن "هذه الرؤية تمثل مشروعا هائلا وجديا للغاية، وأنه يجري حاليا دراسته بدقة لإيجاد فرص تجعل لبنان قادرا على المشاركة فيه والاستفادة منه، لما يمثله من انطلاقة جديدة للسعودية". وأضاف أن "الأمير محمد بن سلمان يسعى من خلال رؤية السعودية 2030 إلى الاهتمام بقضية الإنسان في كل زمان ومكان"، مبينا أن ذلك "يشكل نقطة مشتركة بين لبنان والسعودية".

وشدد على ضرورة تطبيق الحكومة اللبنانية مبدأ النأي بالنفس وتحييد لبنان عن ​الأزمة السورية​ بما يجنب البلاد الاحتراق بنيران المواجهة في المنطقة. وقال: "نحن كوزراء ​حزب القوات اللبنانية​ نطالب بما هو أكثر من النأي بالنفس، بل تحييد لبنان عن الصراعات الدولية"، مضيفا "لقد أقر ​مجلس الوزراء​ بند النأي بالنفس ودورنا العمل على تطبيقه، كما أن الالتزام به كان سبب عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عن استقالته، وعلى أساسه عدنا كوزراء القوات اللبنانية عن نيتنا في الاستقالة من الحكومة". وقال: "نحن لا نتحدث عن حياد لبنان عما يجري حوله، بل تحييده عن صراعات المنطقة، وهناك فرق كبير بين الكلمتين، لأن لبنان واقع في خضم الأحداث الجارية حوله ويتأثر بها، وأهمها على الإطلاق الصراع العربي الإسرائيلي. نحن نقف إلى جانب الدولة الفلسطينية في المطالبة بحقها، ولا يمكن أن نكون على الحياد في هذا الملف".

وأوضح ان "كيفية تحييد عن صراعات المنطقة في ظل وجود ​حزب الله​ سؤال فشلت دول في الإجابة عليه إلا أن الحكومة تسعى بكل جهدها إلى تنفيذ ​سياسة النأي بالنفس​، وتريد حصر قرار السلم والحرب بالسلطة الشرعية، كذلك احتكار الدولة اللبنانية السلاح حتى تكون بمفردها على الأرض من يمتلك حق استعمال القوة كونها الممثل الوحيد للشعب اللبناني".

وقال: "إن استثمار ما يحدث في سورية هو أمر معقد للغاية، بسبب الإرباك الحاصل في الأزمة السورية، وهو أكبر من قدرة لبنان على تحمله، لأنها قضية دولية دخلت على خطها ​الولايات المتحدة الأميركية​، وتورطت فيها ​روسيا​، وبالتالي ليس من السهل نقل ما يحدث في ​سوريا​ إلى لبنان، ومن الصعب على أي فريق لبناني استثمار الأزمة السورية في لبنان، خصوصا في ​الانتخابات​ البرلمانية، لأن الشعب اللبناني سينتخب ممثليه وفق حاجاته وأجندته الشخصية والوطنية، لذا نأمل أن يتحقق التمثيل الصحيح للكتل السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة عبر القانون الجديد".