اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "العلاقات بين ​الولايات المتحدة​ وكل من ​روسيا​ و​الصين​ تتجه نحو مزيد من التوتر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، في عودة واضحة نحو ​الحرب الباردة​، والصراع على النفوذ"، لافتةً الى أنه "وفي إطار محاولات تشكيل نظام دولي جديد، تصر الإدارة الأميركية على التفرد به، وقيادته من دون مشاركة أحد، ما يدخل العالم مجدداً في دوامة من الحروب المباشرة أو بالوكالة، من خلال تصعيد اللهجة العسكرية والتهديد باستعمال القوة، ومن بينها القوة النووية"، مضيفة: "تتجلى مظاهرها في سباق تسلح يأخذ مداه في مختلف ​الميادين​ العسكرية، من خلال تطوير المزيد من الأسلحة المدمرة، النووية والكلاسيكية والتهديد باستعمالها، بما يجعل مصير العالم على كف عفريت نووي، أي الدمار الشامل".

ولفتت الى أن "كل الأسلحة المتاحة يتم استخدامها في إطار الصراع المحتدم بين ​واشنطن​ وكل من ​موسكو​ وبكين، اقتصادياً من خلال العقوبات الاقتصادية، وإغلاق المكاتب التجارية، وسياسياً من خلال القيود الدبلوماسية وتبادل طرد الدبلوماسيين، واتهامات متبادلة ب​التجسس​، والاختراق الإلكتروني، والاتهامات بالتدخل في ​الانتخابات الرئاسية​ الأمريكية، واتساع مساحة الصراع في الساحات الدولية، هنا في ​الشرق الأوسط​"، مشيرة الى أنه "وفي ​أوروبا​، وتحديداً في المجال الحيوي الروسي في شرق القارة. وفي آسيا و​إفريقيا​ و​أميركا الجنوبية​ حيث يحتدم الصراع في ​جنوب شرق آسيا​ حول ​كوريا الشمالية​ و​بحر الصين الجنوبي​، وعلى خطوط التجارة العالمية باتجاه القارة السوداء".

ورأت أن "رقعة الصراع تتسع بزيادة جنونية في الميزانيات العسكرية، وتوسيع رقعة الانتشار العسكري براً وبحراً، والإعلان عن تطوير المزيد من أسلحة الدمار الشامل".

واضافت: "وكان إعلان الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ يوم أمس الأول عن تطوير المزيد من الأسلحة "التي لا تقهر" مثل الغواصات الصغيرة غير المأهولة التي تعمل بالدفع النووي، والصواريخ ​الجديدة​ "غير المحدودة المدى" التي لا يمكن كشفها، وغيرها من الأسلحة، هو مثال على ما وصل إليه العالم من تحديات وتهديدات وجودية باتت ماثلة أمام الجميع"، مؤكدة أنه "وفي الجانب الآخر، رصدت الولايات المتحدة أكبر ميزانية عسكرية في تاريخها بلغت 700 مليار ​دولار​، وأعلنت عن تطوير أسلحة نووية تكتيكية وتسهيل استخدامها، ونشر دروع مضادة للصواريخ في ​أوروبا الشرقية​ و​كوريا الجنوبية​، وإعلان عقيدة عسكرية أميركية جديدة تعتبر روسيا والصين أعداء لها، بدلاً من ​الإرهاب​"، ولافتة الى أنه "إذا كان لخطاب بوتين بأبعاده العسكرية، وصولاً إلى القول باستعداد روسيا للدفاع عن حلفائها، وإظهار بلاده بأنها دولة عظمى وشريكة في النظام الدولي، أبعاده الداخلية مع قرب الانتخابات الرئاسية، من أجل شد العصب القومي، إلا أن ذلك لا يقلل من أهميته في جو عالمي عاصف ومتطور نحو الأسوأ، ويتجه بشكل متسارع نحو سباق تسلح مخيف العواقب".