في العام 2009 كان عدد الناخبين الإجمالي في ​كسروان​ يبلغ 89360 ناخبًا وفي جبيل 75272 ناخبًا، أي ما مجموعه 164632 ناخبًا في القضاءين، إقترع منهم ما مجموعه 110,714 ناخبًا (أي ما نسبته 67,25 %). أمّا اليوم، فقد إرتفع عدد الناخبين الإجمالي في دائرة "كسروان جبيل" المُستحدثة،إلى ما مجموعه 176818 ناخبًا، من بينهم 4111 ناخبًا قاموا بتسجيل أسمائهم في الخارج. وبالتالي، في حال جاءت نسبة الإقتراع في أيّار المُقبل مُشابهة لما كانت عليه في الإنتخابات النيابيّة الماضية، أي بحدود 67 % تقريبًا، فإنّ "الحاصل الإنتخابي" المطلوب للفوز بأي مقعد نيابي سيكون بحدود 14500 صوت. فما هي فرص اللائحة التي عمل العميد المُتقاعد ​شامل روكز​ على تركيبها، وما هي فرص خُصومها؟.

في جبيل كان المُرشّحان عن "التيّار الوطني الحُرّ"، وبالتعاون مع المُرشّح الشيعي، قد نالا في العام 2009 نحو 28000 صوت لكل منهما، واليوم ومع زيادة عدد الناخبين، فإنّ من الناحية النظريّة بإمكان "التيّار" الذي قرّر إبقاء نائبيه عن جبيل من دون تغيير، وبالتعاون مع "​حزب الله​" مرّة أخرى، الوُصول إلى "حاصلين إنتخابين". لكن الأسئلة التي تفرض نفسها والتي يُمكن أن تحدّ من هذه النسبة، هي: هل سيتمكّن "حزب الله" من تجيير 92 % من مُقترعي جبيل ​الشيعة​(1) مرّة جديدة لصالح مرشّحه الحزبي واللائحة "العَونيّة"، أم أنّ الإعتراضات الداخليّة على إختيار مُرشّح من خارج جبيل، هو المسؤول عن قطاع جبيل في "الحزب" الشيخ ​حسين زعيتر​، سيَحدّ من هذه الإندفاعة، علمًا أنّ مصير هذا المقعد لم يحسم نهائيًا بعد(2)؟ وهل إستبعاد "الوطني الحُرّ" للمرشّح ​ناجي حايك​ الذي كان حلّ ثانيًا في الإنتخابات الداخليّة سيُخفّف من حجم التجيير "البُرتقالي" في جبيل؟ وهل وُجود رئيس بلديّة جبيل المُستقيل زياد حوّاط على لائحة مُنافسة سيستقطب أصواتًا "عَونيّة" جبيليّة تُقدّم العامل الخدماتي على العامل السياسي؟.

في كسروان، التغيير جذري في الشكل والمَضمون مُقارنة بانتخابات العام 2009، حيث كانت اللائحة برئاسة العماد ميشال عون شخصيًا قد نالت نحو 31000 صوت بمعدّل وسطي. والأسئلة التي تفرض نفسها، هي: هل سيتمكّن قائد ​فوج المغاوير​ السابق من تعبئة غياب ترشيح "الجنرال" الشخصي، وجذب "​القاعدة​ الشعبيّة العَونيّة" والكثير من الناخبين الذين يُحبّون ​الرئيس ميشال عون​؟ وهل سيُؤثّر غياب مُرشّحي عائلات كسروانية أساسيّة مثل زوين وخليل والخازن سلبًا على اللائحة التي شكّلها العميد المُتقاعد روكز، أم أنّ إنضمام عائلات مثل البون وإفرام وغيرها ستعوّض هذا الأمر؟ هل سيُؤثّر إستبعاد مرشّحين يحملون بطاقات إنتساب إلى "التيار الوطني الحرّ" وكانوا قد حقّقوا نتائج مُتقدّمة خلال الإنتخابات التمهيديّة للتيّار(3) عن اللائحة لصالح رجال أعمال وقوى سياسيّة مستقلّة أو حتى كانت في موقع سياسي منافس، سلبًا على حماسة الناخبين "العَونيّين"؟ هل سيُصوّت ناخبو نوّاب "تكتّل ​التغيير والإصلاح​" الذين جرى إبعادهم عن اللائحة في هذه ​الدورة​ إلى جانب لائحة روكز أم ضُدّها، خاصة وأنّ إثنين من هؤلاء النوّاب المُبعدين يتجهان إلى الترشّح على لوائح أخرى؟ وهل أنّ النائب السابق ​منصور البون​ الذي كان حلّ أوّلاً في اللائحة المُنافسة للعماد ميشال عون في العام 2009 حاصدًا 29111 صوتًا في كسروان وحدها، سيتمكّن من إقناع أنصاره بالتصويت للائحة البرتقاليّة الهوى؟ هل سيتمكّن رئيس المؤسّسة المارونيّة للإنتشار نعمة إفرام من إثبات خلفيّته الشعبيّة في المعركة النيابية كما فعل خلال المعركة البلديّة الأخيرة على الرغم من إنتقاله من تموضع إنتخابي إلى آخر؟ وهل سيتمكّن الوزير السابق ​زياد بارود​ من جذب الناخبين المُستقلّين ومُناصري "المُجتمع المدني" أم أنّ ترشّحه على لائحة بطابع حزبي سيُفقده هذه القُدرة؟

إذًا، أسئلة كثيرة ستؤثّر الإجابات النهائيّة عليها على مجموع "الحواصل الإنتخابيّة" التي ستحصل عليها لائحة العميد المُتقاعد روكز، علمًا أنّ عدد اللوائح المُنافسة وتركيبتها ستكون لها إنعكاسات حاسمة أيضًا على عدد "الحواصل الإنتخابيّة" التي يُنتظر أن تنالها هذه اللوائح المُنافسة. وفي هذا السياق، يُمكن طرح ما يلي: هل سيُؤدّي تشتّت أصوات خُصوم اللائحة المدعومة من "الوطني الحُرّ" على ما لا يقلّ عن لائحتين أساسيّتين وربما ثلاث أساسيّة، إلى تشتيت فرص الفوز بحواصل إنتخابية كافية لتحقيق الإختراق، باعتبار أنّ حزب "القوّات اللبنانيّة" المُتحالف مع رئيس بلديّة جبيل السابق زياد حوّاط، سيكون هذه المرّة وعبر مرشّحه المُلتزم ​شوقي الدكاش​ بمُواجهة النائبين السابقين ​فريد الخازن​ و​فارس سعيد​ وحزب "الكتائب اللبنانيّة" عبر شاكر سلامة، إلخ؟ وهل ستنجح اللوائح التي ستُشكّل من خارج هذه القوى المذكورة من جذب جزء من الناخبين من دون نيل "الحاصل الإنتخابي" المطلوب للفوز بأي مقعد، أم أنّها ستنجح بالإختراق؟.

في الختام، لا شكّ أنّ اللائحة المدعومة من "التيّار الوطني الحُرّ" إضافة إلى "حزب الله" في دائرة "كسروان جبيل" الإنتخابيّة، ستنطلق من نحو أربعة "حواصل إنتخابيّة" وستعمل جاهدة على كسب "الحاصل الخامس"، بينما تنطلق كل من لائحة تحالف "القوّات–حواط" ولائحة "الخازن-الحلفاء" من حاصل ونيّف لكل منها، وستعمل كلاهما على كسب "الحاصل الثاني". والكلمة النهائية هي بطبيعة الحال للناخبين، وستظهر مساء 6 أيّار المُقبل، فهل ستكون النتيجة وفق حسابات "الحاصل الإنتخابي" أم مليئة بالمُفاجآت؟!

(1) بات إجمالي عدد الناخبين الشيعة في جبيل يبلغ نحو 17000 ناخب، أي أكثر من 11000 صوت في حال إقترع 67 % منهم.

(2) جرى ربط مصير مقعد الأقليّة الشيعيّة في دائرة "كسروان جبيل" بمصير مقعد الأقليّة المارونيّة في دائرة "بعلبك-الهرمل".

(3) أبرزهم المُحامي أنطوان عطالله الذي كان قد فاز بالمركز الأوّل في الإنتخابات التمهيديّة حاصدًا 331 صوتًا، ما أثار حفيظة الكثير من "العونيّين" المُلتزمين.