تقود المشهد السياسي والعسكري في المنطقة الدول الكبرى ومعها ​ايران​، حيث تشير المعطيات الى إمكانية ان تتحول الدول العربية الى ساحة صراع مسلّح يدفع ثمنه الشعوب العربية التي يهلل بعض قادتها فرحا لضربة اميركيّة-أوروبيّة على ​سوريا​، ويعلنون استعدادهم للمشاركة في هذه العملية المُحتملة .

وتعتقد مصادر سياسية ودبلوماسية ان هذه الضربات في حال حصولها تهدف الى تحقيق عدة أهداف لا تصب اي منها في صالح العرب من المحيط الى ​الخليج​، بل الرابح الأكبر من هذا التدهور هو ​اسرائيل​.

ومن بين هذا الأهداف حسب المصادر ان ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة ومعها باريس ولندن وبرلين، وبعد ان أيقنت من ان ​روسيا​ وإيران ومعهما النظام السوري أصبحوا على قاب قوسين من اعلان الانتصار في سوريا، وأنهم في صدد الانتقال الى مرحلة اتفاق سياسي في المنطقة، أراد الغرب توجيه رسالة واضحة لخصومهم بأنكم غير قادرين على استثمار انتصاراتكم العسكرية وفرض واقع سياسي جديد في المنطقة دون ان يكون لنا دور في هذه العملية .

اضافة الى ذلك ترى المصادر ان الإسرائيليين الذين كانوا اول المبادرين الى توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، يهدفون الى جرّ الغرب الى مشاركتهم في عمل عسكري ضد دمشق لتوجيه رسالة واضحة للإيرانيين بأن اسرائيل لن تسمح لكم بعد ان تمكنتم من سيطرتكم ومعكم النظام السوري و​حزب الله​ على اكثر من نصف البلاد السورية، ان تشكلوا تهديدا مباشرا لأمننا على الحدود الجنوبية.

اليوم ومع الأجواء المتوتّرة وكأن الحرب على الأبواب، يبقى السؤال وبحسب المصادر هو نوعية الضربة العسكرية للعواصم الغربية، مع فارق كبير في ميزان القوى على الساحة السوريّة حيث تنامى الوجود العسكري الإيراني ونفوذه الى جانب حزب الله، وبسطت دمشق سيطرة ميدانيّة شبه مطلقة أفرزتها انتصارات استراتيجيّة في كل من حلب ودير الزُّور، والاهم في المرحلة الاخيرة ​الغوطة​ ومحيط العاصمة، اضافة الى حضور روسيا بكل ما في جعبتها من قدرة عسكرية .

ولفتت المصادر الى انه اذا وصلت الادارة الاميركيّة ورئيسها ​دونالد ترامب​ في تصريحاتها وجهوزيتها المعلنة الى مستوى اتخاذ قرار الضربة، يبقى مستواها واليوم الذي يليه هو المحك الذي على اساسه تبنى التقديرات .

فإذا جاءت كما تقول المصادر مشابهة لصواريخ توماهوك على خان شيخون وبالتفاهم او التنسيق مع روسيا، فانه بالإمكان هضمها حيث لا يستدعي الامر ردا من محور دمشق، اما اذا كان الهجوم بحجم القضاء على النظام السوري والانتصارات التي تحققت على الارض، فإن روسيا التي أخذت على عاتقها حماية النظام السوري ومكتسبات جيشه لن تبقى مكتوفة الايدي .

وانطلاقا من كل هذه المعطيات ترى المصادر ان لا مصلحة لدول المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية ​السعودية​ في اقحام نفسها إنْ في هذه المِحنة، لا سيّما وان على أراضيها قواعد عسكرية اميركيّة لن تكون بمنأى عن ردّات الفعل المتوقعة لأيّ ضربة عسكرية اميركيّة على سوريا.

وأملت المصادر بأن يكون التراجع ألذي ابداه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما حدّد ان اي ضربات محتملة "ستستهدف قدرات الأسلحة الكيمائية لدى دمشق"، وهذا من المحتمل ألاّ يتدهور الى صراعات مسلحة او حرب مفتوحة في المنطقة .