أكد سفير ​لبنان​ في ​واشنطن​ سابقاً ​رياض طبارة​ لـ"الجمهورية" أن "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ مصرٌّ على تفكيك كل الاتّفاقات المتعددة الأطراف التي حقّقها الرئيس الاميركي السابق ​باراك أوباما​ خلال تولّيه الرئاسة"، ذاكراً أن "أن أوروبا ستبذل جهدَها لإنقاذ الاتّفاق النووي، ولكنها ستجد صعوباتٍ كبيرة في هذا المجال".

واعتبر طبارة أن "الرابحَ الأكبر سيكون ​روسيا​، والى حدٍّ ما ​الصين​، إذ إنّ ​إيران​ ستُضطر إلى الارتماء في أحضانهما أكثر فأكثر إذا لم تسارع أوروبا إلى إنقاذ الموقف وهي التي أصبحت لها مصالح اقتصادية حيوية مع إيران"، لافتاً الى ان "الضغوط الأميركية المتزايدة على إيران سترفع درجة الاحتقان المرتفعة أصلاً وقد تكثّف من المواجهات المحدودة المتبادَلة بين ​إسرائيل​ وإيران في ​سوريا​، ولكنّ الأمور لن تصل إلى حربٍ إقليمية مفتوحة لأنها تحتاج إلى ضوءٍ أخضر أميركي بالنسبة لإسرائيل وضوءٍ أخضر روسي بالنسبة لإيران، ولا مصلحة لأحد في حربٍ كهذه خصوصاً أنها تحمل خطرَ المواجهة العسكرية المباشرة بين ​أميركا​ وروسيا في المنطقة".

وذكر طبارة أنّ "ثلاثة أمور تتعلّق بالاتّفاق وراء اعتراض ترامب وهي أولاً، أنّ الاتّفاقَ ينتهي مفعولُه نهائياً سنة 2030 بينما يجب أن يكون أبدياً يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي إلى الأبد، ثانياً، لا يتطرّق الاتّفاق إلى البرنامج البالستي الإيراني الذي يشكل خطراً كبيراً على المنطقة، خصوصاً بعد تصديره إلى الحوثيّين، وقد يتطوّر ليصبح حاملاً لرؤوس نووية في المستقبل، والسبب الثالث ولربما الأهم بالنسبة للأميركيين، فإنّ الاتّفاق لا يتطرّق إلى التدخّل الإيراني في شؤون جيرانها خصوصاً في اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، من خلال ميليشيات تابعة لها".

كما اعتبر أن "الحل بالنسبة للإدارة الأميركية هو ليس بتصحيح الاتّفاق، بل بالعمل على اتّفاقٍ جديد يأخذ كل هذه الأمور بالاعتبار"، منوهاً الى ان "النموذجُ الكوري الشمالي الذي يودّ ترامب اتّباعَه بالنسبة لإيران هو البدء بعقوبات لا تُحتمل لإجبارها على التفاوض ومن ثمّ التفاوض معها من موقع القوة".

وتابع طبارة بالقول أن "المستشارين الإثنين الجديدان يساندان ترامب في هذا الموقف بل يذهبان إلى أبعد، أي الى ضرورة تغيير النظام في إيران، وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، كان اقترح الوصولَ إلى هذا الهدف من خلال استعمال المخابرات الأميركية كما فعلت أميركا بالنسبة للانقلاب على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق سنة 1953، ومستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون يريد استعمالَ طريقة مباشرة أي ضرب طهران بالقنابل"، معتبراً أنه "لا شك في أنّ أوروبا ستبذل جهدَها لإنقاذ الاتّفاق النووي ولكنها ستجد صعوباتٍ كبيرة في هذا المجال. أما الرابح الأكبر فسيكون روسيا، والى حدّ ما الصين، إذ إنّ إيران ستضطر إلى الارتماء في أحضانهما أكثر فأكثر إذا لم تسارع أوروبا إلى إنقاذ الموقف وهي التي أصبحت لها مصالح اقتصادية حيويّة مع إيران".

واشار الى أنه "في منطقتنا فالضغوط الأميركية المتزايدة على إيران سترفع درجة الاحتقان المرتفعة أصلاً وقد تكثّف من المواجهات المحدودة المتبادلة بين إسرائيل وإيران في سوريا، ولكنّ الأمور لن تصل إلى حرب إقليمية مفتوحة لأنها تحتاج إلى ضوءٍ أخضر أميركي بالنسبة لإسرائيل وضوءٍ أخضر روسي بالنسبة لإيران، ولا مصلحة لأحد في حرب كهذه خصوصاً وأنها تحمل خطر المواجهة العسكرية المباشرة بين أميركا وروسيا في المنطقة".