أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبد الله أن السجال بين الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"​التيار الوطني الحر​"، "لم يكن مُعدا مسبقا بالمعطى السياسي، انما هو نتيجة تراكم مخالفات التيار الدستوريّة والسياسيّة وعدم معالجتها من قبل العهد، من هنا كان تعليق رئيس الحزب الذي لم يكن ذات خلفية محددة".

واعتبر عبدالله في حديث لـ"النشرة" ان "الحملة التي شنّها نواب وقياديو "الوطني الحر" بعد تغريدة وليد بيك اعتدناها منذ الحملات الانتخابية التي اعتمدوا فيها خطابا غرائزيا كما نبش القبور والتذكير بالحرب الأهلية"، وقال: "كنا نترقب ردودا سياسية فاذا بنا على موعد مع حفلة شتائم وكأن ثقافة الشتائم باتت ميزة من ميزات التيار الوطني الحر".

انقلاب على الطائف؟

وأشار عبد الله الى انه "طالما رئيس الحكومة المكلّف ​تشكيل الحكومة​ هو ​سعد الحريري​ فلا لزوم لأن ينعكس السجال بيننا وبين "التيار الوطني الحر" على عملية التشكيل، الا اذا كان الاخوان في التيار يسعون للانقلاب على الدستور، وعلى ​اتفاق الطائف​ ليعيدونا الى ما قبل هذا الاتفاق، ويبدو ان هناك رغبة واضحة في هذا المجال طالما يسعون لتحديد الأحجام وما يحق لكل فريق سياسي من مقاعد وزارية".

وأكد عبدالله حرص كتلة "اللقاء الديمقراطي" والحزب "التقدمي الاشتراكي" على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، "لأن البلد لا يحتمل الترف السياسي والمغامرات، والمطلوب ان ننكبّ على تحييد البلد من العواصف الخارجية ومعالجة الملف الاقتصادي–الاجتماعي الذي لم يعد يُمكن تأجيله او التعاطي معه باستخفاف". واضاف: "لكن للاسف يبدو ان البعض همّهم في مكان آخر ويعملون على تنفيذ أجندات خارجية كأجندة النظام السوري وغيره من الأنظمة، وهو ما بدا جليًّا ان كان في ملف التجنيس او في الاعتباطيّة والطابع المغامراتي في معالجة ​ملف النازحين السوريين​".

أجندة ​بشار الأسد

وشدد عبدالله على وجوب أن يلتزم كل وزير حدوده، لافتا الى ان "مجلس الوزراء ورئيس الحكومة هم المخولون البتّ بملفّ وطني بحجم ملف النازحين، لا وزير الخارجية والتيار الوطني الحر"، لافتا الى انه "ملف يتطلب اجماعا وطنيا عبر الحكومة، اما ان نضعه على الطاولة في الوقت الضائع ونحن في كنف حكومة تصريف أعمال، فذلك يطرح أكثر من علامة استفهام".

وأكد عبدالله ان "أيّ فريق سياسي في لبنان لا يُعارض عودة النازحين الى بلادهم، لكن المطلوب أن يتم ذلك وفقا للأصول لا من خلال تحدي المجتمع الدولي الذي كنا بالأمس نطالبه بدعم اقتصاد لبنان في مؤتمر "سيدر" وغيره من المؤتمرات"، منبها من أن "تنفيذ أجندة (الرئيس السوري) بشار الأسد في هذا الملف مغامرة غير مدروسة". وأضاف: "كأن هناك من يسعى لاعادة عقارب الساعة الى الوراء، لكن ذلك لن يحصل".