ذكر ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه قداسا احتفاليا على قمة جبل الصليب و​مار شربل​ فاريا، تقيمه بلدية فاريا ورعية ما شليطا، أنه "يسعدني ان احتفل بهذه الذبيحة بمناسة عيد القديس شربل لأول مرة بعد ان رفع تمثاله الذي هو اكبر تمثال في العام بالقرب من الصليب المشرق بنور معمته على البلدة"، لافتاً الى "اننا نقدم هذه الذبيحة على نية بلدية فريا التي هيأت المكان وسهلت التنفيذ وعلى نية أهلي المنطقة وجميع الحاضرين".

واشار الراعي الى ان "الصليب وتمثال القديس شربل يرتفعان على هذه القمة ليس فقط لان المكان الجغرافي ملائم ولكن لأن المعنى الروحي يفرض تواجدهما انطلاقاً من صلاة القديس شربل الاخيرة في قداسه، فحيث الصليب هناك شرل، الذي حمل صليب التقشف وحرمان الذات وعلى مثال يسوع بذل شربل نفسه، وكما سال من صدر يسوع دم وماء نضح جثمان شربل بالماء والدم فكانت الشفاءات العديدة وما تلاها بقوة صليب الفداء الذي شارك بحمله، وانتهت مسيرة موت شربل الروحي ثم الجسدي بالنور العجيب الذي اشع من قبره".

واعتبر ان "هذه هي ثقافة النهج ​المسيح​ي الذي اعلن المسيح عنه وعاشه شربل وهي ثقافة التفاني من اجل تغيير وجه العالم، انه نهج الاهل والكهنة والرهبان والراهبات والمعلمين والمربين"، مشدداً على "اننا نرجو ان يكون هذا النهج نهج اصحاب السلطة السياسية بحيث يتحدون التجرد عن مصالحهم الخاصة ويتعالون عن صفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام ويتفانون بخدمة الخير العام ويعملون على قيامة دولة القانون والمؤسسات ويكرسون أحزابهم وانتماءاتهم من أجل الكيان اللبناني التعددي".

وتابع بالقول ان "التعديدة الثقافية والدينية هي ميزة لبنان ورسالته في محيط يحتم الأحادية في الدين والحكم "، منوهاً الى أنه "ها هي اسرايل التي احتلت فلسطين تعلن نفسها دولة قوية للشعب اليهودي"، لافتا الى ان "قرار ​الكنيست الاسرائيلي​ مرفوض لأنه يقصي الديانيتن المسيحية والاسلامية وشعبنا المسحيي هناك بكل كنائسه ويقضي على ​القضية الفلسطينية​ ومسار السلام، ولا يحق للشعب اليهودي الاعتداء والاقصاء".

ووجه الراعي النداء الى منظمة الأمم المتحدة و​مجلس الامن​ من أجل "اصدار قرار يبطل قرار الكنيست المشين ويعيد التأكيد على القرارات الدولية السابقة".

وختم الراعي بالقول ان "لبنان صغير لكنه كبير في هذا المحيط من العالم"، متسائلاً "اليس من المعيب امام هذه الأزمات المعيشية والاقتصادية ان تكون عقدة تأليف ​الحكومة​ محصورة بتوزيع الحصص بدلا من ايجاد حكومة تضم خبراء تكنوقراط يحققون الاصلاحات في البلد".