على وقع العراقيل التي لا تزال تواجه عملية ​تشكيل الحكومة​ العتيدة، نجح نائب رئيس المجلس النيابي ​إيلي الفرزلي​ في جمع كل من وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، بعد فترة التهدئة التي طغت على العلاقة بين الجانين بعد إنتهاء الإنتخابات النيابية، التي شهدت توتراً غير مسبوق بين الجانبين خلال مرحلة الحملات التي سبقتها.

قبل أيام، مهد عضو المكتب السياسي في "​حركة أمل​" الشيخ حسن المصري لمثل هذا اللقاء، خلال حفل تدشين سد وبحيرة اليمونة بحضور رئيس "​التيار الوطني الحر​"، من خلال التأكيد بأن الحركة لا يمكن أن تقبل بإفشال عهد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، بعد أن كانت توجه الإتهامات إلى رئيس المجلس النيابي بأنه يقود القوى المعارضة له.

في هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة على أجواء اللقاء الذي عقد اليوم في عين التينة، بين بري وباسيل بحضور الفرزلي، أنه كان ممتازاً وناجحاً ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون على كافة المستويات، بين التيار والحركة وبين كتلة "التنمية والتحرير" وتكتل "لبنان القوي" وبين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي.

وتشير هذه المصادر إلى أن بري أكد، خلال اللقاء، الحرص الشديد على دعم العهد الرئاسي وإنجاحه، معتبراً أن "تخريب" عملية تشكيل الحكومة إستهدافاً له، في حين شددت على أن الخلافات السابقة بين الجانبين لم يتم التطرق لها.

على صعيد متصل، كشفت المصادر نفسها أنه جرى خلال اللقاء بين وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ورئيس المجلس النيابي البحث في مجالات التعاون في المجلس النيابي على المستوى التشريعي، حيث ألمحت إلى إمكانية تشجيع باسيل مبادرة التشريع خلال مرحلة تصريف الأعمال، لا سيما أن البلاد مقبلة على تحديات مهمة على هذا المستوى، حيث تم التأكيد الحرص على إنجاح العمل التشريعي، لا سيما أن "لبنان القوي" سيكون له دوراً كبيراً في إقتراحات القوانين وإقراره في المرحلة المقبلة.

على المستوى الحكومي، تؤكد المصادر نفسها أنه تم التفاهم على ضرورة إعتماد معايير واضحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث تم الحديث مطولاً من قبل باسيل عن مصادر العرقلة والمطالب غير المحقة التي يطرحها البعض على هذا الصعيد، في حين كان هناك إستغراب لإستمرار عملية التأخير الحاصلة حتى الآن.

من جهة ثانية، تكشف المصادر أن بري وباسيل تطرقا إلى المواضيع الساخنة على مستوى المنطقة، من ​إسرائيل​ إلى ​سوريا​ وصولاً إلى ​إيران​، حيث تم البحث مطولاً في ​ملف النازحين السوريين​، وجرى الإتفاق على ضرورة تسريع عودتهم إلى بلادهم.

من ناحية أخرى، تشدد المصادر نفسها على إمكانية القول اليوم أن المياه عادت إلى مجاريها بين الجانبين، مشيرة إلى أن هذه هي روحية اللقاء الأساسية، لكنها لفتت إلى أن هذا اللقاء لا يمكن أن يؤدي وحده إلى عملية تسريع ولادة الحكومة، لا سيما أن العقد الأساسية التي تعيق ولادتها ليست عند رئيس المجلس النيابي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، نافية أن يكون قد تم التطرق إلى العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" خلال هذا اللقاء، مع العلم أن رئيس الأخير ​وليد جنبلاط​ عمد إلى فتح سجال جديد بعد وقت قصير على إنتهائه، عبر الدعوة إلى إقالة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ​سيزار أبي خليل​ و"معلمه".