أوضح سفير لبنان الجديد في ​الفاتيكان​ ​فريد الخازن​ انه "من الطبيعي أن تكون أولى مهمات السفير الجديد، تزخيم العلاقة مع الفاتيكان بعدما شهدت تراجعاً في الفترة الأخيرة، وإعادة مستوى الاهتمام الى سابق عهده. لأن الفاتيكان لا يريد شيئاً من لبنان، بل العكس. قد يكون الدولة الوحيدة التي تعطينا ولا تأخذ منا، وتريد تقديم كل مساعدة للبنان، كما كانت عادتها منذ سنوات طويلة، ولا سيما خلال سني الحرب الأهلية".

ولفت في حديث إلى "الأخبار" إلى ان "السفير إما أن يقوم بمبادرات أو يمارس عمله الدبلوماسي العادي"، لافتا إلى انه يفضّل المبادرة ووضع تصوراً ينطلق من أمرين، "الأول، كلام البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان الوطن الرسالة، فإذا كنا كذلك، فما هي رسالتنا. وإن لم نكن، فكيف السبيل الى تحقيق ذلك؟ وأنا مقتنع بأن للبنان رسالة وخصوصية، ولا سيما في محيطه الإقليمي العربي والإسلامي. أما الأمر الثاني، فيأتي في سياق المشروع الذي أطلقه رئيس الجمهورية من على منبر ​الأمم المتحدة​ ودعا فيه الى أن يكون لبنان مركز دائم للحوار بين الحضارات والأديان والأعراق، مؤسسة تابعة للأمم المتحدة".

واعتبر الخازن أن التوقيت الحالي مناسب لهذه المبادرة وللتصور الذي سيعرضه في الفاتيكان، لأن لبنان "قادر على أداء هذا الدور في ظل الأوضاع الإقليمية المأزومة سياسياً ودينياً ومذهبياً واجتماعياً، والتوتر على مستوى العلاقات بين الدول ومكوناتها. فتجربة الحوار في لبنان غير مفتعلة، ولا يعني ذلك أن لا خلافات بين المكونات المسيحية والإسلامية، لكن تجربة الحياة المشتركة غير مفروضة على اللبنانيين من فوق".

وأضاف "إن الفاتيكان دولة لا تتدخل في ال​سياسة​ مباشرة، لكن علاقاتها مع كل الدول التي تتمثل فيها من خلال دبلوماسييها، ما عدا السعودية التي بدأت معها حوارات وزيارات، تسمح لها بممارسة نفوذ كبير وتأثير إيجابي في ملفات دبلوماسية من دون طبل وزمر. إضافة الى الرغبة الفاتيكانية الدائمة بمساعدة لبنان ودعم كل مكوناته وحماية الاستقرار فيه".

وعن احتمال زيارة ​البابا فرنسيس​ للبنان ودعوته إليه، قال: "تحليلي الخاص أن زيارة البابا لأي دولة تستدعي أسباباً كبيرة وأساسية، كما حصل خلال الزيارتين البابويتين للبنان سابقاً، والزيارات التي قام بها البابا الحالي تمّت هي أيضاً وفق موجبات أساسية. في لبنان اليوم، لا أخطار ولا أزمات طارئة، ولا مجازر ولا حروب تهدد وجود الإنسان فيه كما كانت عليه الأوضاع سابقاً. أي أن لبنان ليس مهدداً بالخطر على وجوده وعلى حياة الإنسان فيه. وهذا لا يمنع طرح زيارة البابا، علماً بأن الفاتيكان لا يبرمج زيارات البابا لدول في فترات زمنية متقاربة، سبق أن شهدت زيارة بابوية، وهو يحدد الأولويات وفق برنامج عمل مدروس، علماً بأن البابا فرنسيس مهتم بلبنان ويعرفه، ولديه علاقات مع رجال من الإكليروس الماروني واللبناني بفعل وجودهم في دول أميركيا اللاتينية".