رأى المسؤول الاعلامي المركزي لحركة "أمل" ​طلال حاطوم​ أن "البعض يتلكأ او يتخلف او يتراجع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني أحدا من القوى السياسية الفاعلة والوازنة كما أثبتت ​الإنتخابات النيابية​".

وأكد حاطوم خلال ذكرى ثالث والد عضو المجلس الإستشاري في الحركة مصطفى السبلاني في حسينية بلدة فلاوى، بحضور المفتي الشيخ عبدو قطايا والمسؤول التربوي المركزي ​حسن اللقيس​ أنه "لقد شكلت مناطقنا خزانا للمقاومة والجزء الأكبر من خط الدفاع الأول عن حدودنا وعن أرضنا وعن سيادتنا وعن كرامتنا ولم تسأل جميلا أو رد جميل، بل كانت تقوم بما تؤمن به من اجل ان يكون هذا الوطن على اتساع طموح ابنائنا وعلى مستوى العناوين التي رفعها الإمام السيد ​موسى الصدر​، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، وطنا يفتخر بالوحدة فيه كسلاح من أمضى الأسلحة في مواجهة ​العدوان الإسرائيلي​، وطنا يتغنى بتعايشه بين طوائفه وبين ناسه لا فرق فيه بين مواطن أو آخر إلا بما يقدم للوطن لا بما يأخذ منه".

ولفت الى "اننا نرى صورة المشهد السياسي في هذه المنطقة التي تشتعل بحروب التكفير والفتنة ومحاولات لتغيير ديموغرافيتها ونقل شعوبها وبمحاولات طمس قضاياها وفي طليعتها القضية ال​فلسطين​ية التي يجب ان تشكل البوصلة لكل المؤمنين بأن الأرض لا يمكن أن تتحرر إلا بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، هذه القضية التي تحاك اليوم من حولها صفقة القرن التي تريد أن تنهي كل ما له علاقة بفلسطين لكي تحقق الأمن الإسرائيلي ولكي تحقق إدخال هذا الكيان الغاصب وهذه الغدة الجرثومية إلى النسيج الاقتصادي والاجتماعي للدول المحيطة، لكن ما يمنع هذا الأمر هو بندقية ​المقاومة​ وصمود المقاومين الذين رفضوا ان يستسلموا او ان يركعوا لغير الله مفضلين ومختارين التضحية والشهادة من أجل عزة الوطن وكرامة كل أبنائه".

ولفت الى أنه "للأسف في صورة هذا المشهد بدلا من ان نتغنى بقوتنا الداخلية نرى البعض يحاول قتل الوقت وقتل الفرص وإضاعة كل الممكن من اجل تدعيم الداخل اللبناني الذي نحن بأمس الحاجة إلى أن يكون منيعا في هذه اللحظة السياسية، نرى في وطننا أن البعض يتلكأ او يتخلف او يتراجع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني أحدا من القوى السياسية الفاعلة والوازنة كما أثبتت الإنتخابات النيابية التي جرت منذ أربعة أشهر ونيف، والتي حددت الإتجاهات الكبرى لصورة الوطن ولصورة قواه السياسية وأثبتت ان خيارات الناس هي على قدر المسؤولية. لكننا نرى أن البعض أصيب إما بكورتيزون العدد اما بتخمة توسعة الاحجام إما بمحاولات نفخ الأوزان. للأسف هذا لا يبني وطنا. علينا جميعا ان ننتبه الى ان الحكومات إنما تشكل بناء لتفاهمات سياسية واضحة على أسس المصلحة الوطنية العليا لا على أساس المصالح الخاصة او الشخصية ولا على أساس الإهتمامات الطائفية او المذهبية او المناطقية، بل تشكل على اساس تفاهمات بين القوى السياسية من أجل إنجاح العمل الحكومي".

ورأى أن "تشكيل الحكومة ليس نهاية المسار بل هو بداية الدرب من أجل إعادة دوران عجلة مؤسسات الدولة لكي تعمل من أجل إخراج الوطن من أزماته، ولكي تسعى من أجل رفع الحرمان عن كاهل المواطنين الذين وصلوا إلى ما تحت خط الفقر وتحت الخطوط الحمر إن في الطبابة او بالإستشفاء او في الكهرباء او في المدارس او في غيرها مما يصنع حياة الشعوب".

وشدد حاطوم على أنه "يجب تشكيل حكومة تلقى على كاهلها مسؤولية إيجاد الحلول للأزمات التي إن عددنا لا ينتهي العد، ولكننا حريصون على ان تكون الحكومة قادرة على القيام بهذه الأعباء خصوصا اذا كانت على تفاهم على الخطوط الكبرى والعريضة لما تريد أن تضمنه لبيانها الوزاري الذي يشكل خارطة طريق باتجاه الحلول المطلوبة للأزمات في الوطن".

وأوضح "اننا قدمنا كل التسهيلات على صعيد الثنائي الوطني المشكل من "​حركة أمل​" والأخوة في "حزب الله" لكي تنطلق الحكومة بسرعة، وقلنا أننا على استعداد ان نقبل لهذا العدد او ذلك، إن كان فيه خير لهذا الوطن لكن البعض يريد أن يستأثر او يهيمن ويريد بعد أن تبين ان العقد الداخلية لم تحل، أن يحول الأنظار لأن هناك مؤثرات خارجية تتأثر بها تشكيلة الحكومة".

وأكد "اننا على أبواب الذكرى الأربعين لتغييب إمام الوطن والمقاومة، نرى أن زرعه أنتج نصرا وعنفوانا لأننا بقينا ثابتين على نهجنا وعقيدتنا وخطنا وإيماننا وبقينا نحمل الراية تحت قيادة الأمين النبيه، ونمشي في درب الجلجلة رغم قلة السالكين، نمشي بصعوبة لأننا نعرف ان هذا الوطن يستحق التضحية ونحن لم نبخل يوما بالدماء وبالشهداء من أجله، وموعدنا معكم يوم الجمعه المقبل في 31 آب في ساحة القسم في بعلبك".