لفت الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان، عقب لقائه رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​، في "بيت الوسط"، إلى أنّ "بصفتي عملت على تحضير مؤتمر "سيدر"، فإنّي أتابع اليوم تنفيذه، والاجتماع الّذي عقدته مع رئيس الحكومة المكلف، كما باقي الإجتماعات الّتي عقدتها في ​بيروت​ مع المسؤولين الحكوميين، أظهرت أنّ الجميع يتمنّى وضع المقرّرات المتّخذة في المؤتمر موضع التنفيذ، على المستويات الثلاثة الّتي ارتكز عليها، وهي تنفيذ مشاريع ​البنى التحتية​ الّتي قدّمتها الحكومة ال​لبنان​ية آنذاك"، مركّزًا على أنّ "لا بدّ من وضع الأولويات في هذا الإطار، ووضع تمويل المشاريع موضع التنفيذ وكذلك تنفيذ الإصلاحات".

وأشار إلى أنّ ""سيدر" يعني مؤتمرًا إقتصاديًّا للتنمية على المدى البعيد، ولكن من خلال الإصلاحات، ومع الشركات"، موضحًا أنّ "عليه، فإنّ العمل يقوم على أساس تأمين آليات متابعة. والمؤتمر لم يكن حدثًا منفصلًا، بل هو خلق آلية لا بدّ من تطبيقها"، منوّهًا إلى أنّ "نظريًّا، يمكن أن نبدأ فعليًّا بالتطبيق حين تكون هناك حكومة لبنانية، ونحن جميعًا نأمل ولا سيما بلادي، أن يحصل ذلك سريعًا. هذا لا يمنع من أنّ الأعمال يمكن القيام بها مع حكومة تصريف الأعمال الحالية، وهذا ما نقوم به بالفعل، ولكن هناك المستويات الّتي ذكرتها".

وبيّن دوكان أنّ "متابعة لمؤتمر "سيدر" والخلاصات الّتي توصّلنا إليها فيه، فقد وضعنا ثلاث آليات: إيجاد موقع إلكتروني يمكن للجمهور العريض الإطلاع عليه لمتابعة المشاريع وتمويلها والإصلاحات، إيجاد فريقي تنسيق، فور تشكيل الحكومة، أحدهما محلي لبناني والآخر يجمع الممثّلين عن الدول الأساسية والمنظمات المانحة، برؤية أكثر استراتيجية"، موضحًا أنّ "بالتالي هناك أعمال تفكير وتأمل، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلّا بعد تشكيل حكومة، لأنّه لا يمكننا استباق القرارات السياسية الّتي يمكن لهذه الحكومة أن تتخّذها، ولتحضير الأمور تقنيًا أيضًا".

وشدّد على "أنّنا هنا الآن، وهناك انتظار قوي من قبل ​المجتمع الدولي​ لتشكيل حكومة سريعًا، وبما أنّ شهورًا مرّت بعد "سيدر"، فإنّنا ننتظر حكومة تنفّذ كلّ القرارات اللازمة، الّتي بعضها سياسي وبعضها الآخر تقني"، كاشفًا أنّ "كذلك كانت لي الفرصة أن ألتقي صباحًا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، الّذي هنأته لكون المجلس تواق لوضع ما تمّ الإتفاق عليه في "سيدر" موضع التنفيذ. فهذا يؤكّد أنّ العقد الّذي وضعناه معًا، المجتمع الدولي ولبنان، في السادس من نيسان الماضي، لا زال ساريًا ونحن سعداء لذلك".

وكان الحريري قد استقبل وفدًا من مجموعة "ياسين الاستثمارية"، وقد أطلع الوفد، الحريري على نشاطات المجموعة في البقاعين الغربي والأوسط، كما جرى التطرق لأوضاع المنطقة الإنمائية والخدماتية.