يكاد كل من القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد بن سعيد الشامسي لا يهدآن لبنانياً من الضنية وطرابلس وبعلبك الى حاصبيا فالشوف فمجدل عنجر، حراك مكوكي وتنموي يتعدى صلاة الجمعة والرسائل السياسية الموجهة والبعد التنموي والمناطقي وتنحصر بقعة الجولات "طائفياً" بالمسلمين السنة والموحدين الدروز بينما تغيب عن كل ممثلي الطوائف الشيعية السياسيين والروحيين والدينيين كحزب الله وحلفائه وينحصر التواصل السعودي اليوم سياسياً بالرئيس نبيه بري ونواب حركة امل وخصوصاً في اللقاءات الرسمية والبروتوكولات ودينياً يتردد السفيران على المجلس الشيعي الاعلى للقاء رئيس المجلس الامام الشيخ عبد الامير قبلان دورياً. وترى اوساط سياسية في 8 آذار ان هذا الحراك يصب في إطار تأكيد الحضور السياسي السعودي والاماراتي في لبنان وستتكثف هذه الاطلالات كما يحصل في الايام الماضية للدلالة على ان كل ما جرى في قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول وما يجري من مجازر في اليمن لا يؤثر على الدور السعودي في لبنان وكل المنطقة. وترى الاوساط ان بعض التصريحات السعودية والتي اطلقت خلال الصيف الماضي احياناً تتجاوز اللغة الدبلوماسية المعهودة وتصبح في مكان يعد الخوض فيه تدخلاً في الشؤون اللبنانية. وتشير الاوساط الى ان القطيعة بين حزب الله وبعض حلفائه في 8 آذار ستبقى قائمة في ظل اصرار السعودية على تنفيذ اجنداتها في المنطقة وخصوصاً في اليمن وسوريا.

وامس الاول برزت جولة البخاري والشامسي الى منطقة الشوف شملت المؤسسة الصحية للطائفة الدرزية في عين وزين، ومؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية، ومسجد الأمير شكيب ارسلان في المختارة، واختتمت في منزل رئيس مؤسسة العرفان الشيخ علي زين الدين في بلدة الخريبة بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط.

وتؤكد اوساط مقربة من شيخ العقل نعيم حسن ان الزيارة هامة في الدلالة والمضمون وتأكيد على علاقة الصداقة العميقة التي تربط الموحدين الدروز بالشعبين والدولتين في السعودية والامارات حيث ان الغالبية من الجالية الدرزية عربياً وخليجياً، تقيم وتعمل في السعودية والامارات والكويت وقطر كما يمضي السعوديون والاماراتيون اجازاتهم الشتوية والصيفية في منطقة الجبل والشوف وهذه الاقامة وفرت علاقات صداقة واحترام يصر الموحدون وممثليهم على احترامها وضمان استمرارها. وتشير الاوساط الى ان للزيارة بعد إنمائي وخدماتي بالاضافة الى تأكيد ان السعودية والامارات حاضرتان في الجبل والشوف وحاصبيا وفي مختلف المناطق اللبنانية. وتوضح الاوساط ان الحفاوة الكبيرة للضيفين وحضور شيخ العقل نعيم حسن والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور دليل على المحبة الكبيرة والاحترام والتقدير لهذه الزيارة.

وفي حين ترفض الاوساط الدخول في الدلالات السياسية للزيارة وابعادها، تلفت الاوساط الانتباه الى ان الزيارة شملت الممثل الدرزي السياسي للطائفة وهي زعامة كرستها صندوقة الاقتراع والناس اختارت ممثلها كما ان مشيخة العقل هي الوحيدة والممثلة للطائفة وتعبر عنها دينياً كما تعبر المؤسسات التي زارها الضيفان.

في المقابل تفضل اوساط في الحزب الاشتراكي عدم تحميل الزيارة ابعاد اكبر منها. وتشير الى ان العلاقة جيدة بين وليد بيك والعائلة الجنبلاطية والسعودية والامارات هي علاقة تاريخية تعود لعقود وهي تكون علاقة مستقرة ودافئة واحياناً تخضع للتطورات السياسية في المحصلة الزيارة هي زيارة شخصية وودية وانمائية ولا بعد سياسياً لها بالمعنى الضيق للكلمة.