نقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ "ارتياحه للمصالحة الّتي تمّت أمس في بكركي برعاية البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، بين رئيس "​تيار المردة​ " النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس "​حزب القوات اللبنانية​" سمير جعجع، مركّزًا على أنّ أي توافق بين الأفرقاء اللبنانيين لاسيما الّذين تواجهوا خلال الأحداث الدامية الّتي عصفت بلبنان، يعزّز الوحدة الوطنية ويحقّق المنعة للساحة اللبنانية ويغلّب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوّي سلطة الدولة الجامعة".

من جهة ثانية، أكّد أنّ "لبنان وطن تجتمع فيه مختلف وجوه التنوّع على امتداد الطوائف والمذاهب المسيحية والإسلامية، وهذا يتطلّب بذل جهد كبير من أجل توطيد الوحدة الوطنية والحفاظ عليها، على أسس احترام ضمير الجميع وحرية الأفراد في التعبير عن معتقداتهم وتطلّعاتهم بحرية"، لافتًا إلى أنّ "من الطبيعي إذذاك أن تكون لدينا أحزاب سياسية متعدّدة وانقسامات في الرأي، لكن الجميع متّفق على المصلحة الوطنية العليا، كما أنّ الجميع متضامن على احترام استقلال لبنان والحفاظ على حريته وسيادته".

ونوّه الرئيس عون خلال اسقباله في قصر بعبدا، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري، على رأس وفد من اتحاد الجمعيات والهيئات والمنظمات الّتي تعنى بتقديم العون إلى مسيحيي الشرق "ROACO"، بحضور السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور جوزف سبيتري والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، إلى "أنّه يشاطر مسيحيي المشرق عمق القلق حول مستقبلهم في المنطقة".

وطلب "دعم الكرسي الرسولي لإضفاء طابع دولي على مدينة القدس الّتي تجتمع فيها الديانات التوحيدية الثلاث"، محذّرًا من "مخاطر استمرار انتهاك حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه وهويّته، الأمر الّذي لن يؤدّي إلى بناء السلام، لأنّ من غير الممكن إلغاء هوية بلد وشعبه وحقه في الحياة".

بدوره، نقل الكاردينال ساندري إلى الرئيس عون "تحيات الأب الأقدس البابا فرنسيس وبركته للبنان ودعاءه بالسلام للشعب اللبناني"، وقدّم له ميدالية تذكارية من البابا لمناسبة هذه الزيارة. وبيّن أنّ "من دواعي سرورنا أن نكون هنا اليوم في القصر الجمهوري، ونحن شاكرين لكم حسن استقبالكم لنا برفقة السفير البابوي لدى لبنان، كوفد من "ROACO".

وأوضح "أنّنا تمكّنا خلال زيارتنا للبنان هذه المرّة من الإطلاع عن كثب على الأوضاع الصعبة الّتي يعمل فيها أعضاء الاتحاد على الأرض، بهدف إعطاء نفحة رجاء إلى الأكثر عوزًا، ليس في لبنان فحسب بل في دول المشرق أيضًا"، مشيرًا إلى "أنّنا نغتنم المناسبة لننقل إليكم تقدير الكرسي الرسولي لما تقومون به، من أجل إعادة بناء لبنان على أسس السلام والعدالة واحترام كرامة الكائن البشري والتنوع الديني، إضافة إلى عنايتكم الدائمة بالا يشكّل هذا التنوع عائقا لبناء الوطن، بل على العكس ان يسهم الحوار في التفاهم بين الديانات والافراد. وهذا بحد ذاته غنى ومنطلق لبناء وطن جديد يشكّل مثالا للعيش معا بين مختلف الديانات وضمانة لكل منطقة الشرق الأوسط".

وركّز ساندري على "أنّنا متأكّدون أنّ لبنان الديمقراطي، القائم على احترام العدالة والكرامة البشرية هو ضمانة لكلّ الشرق الأوسط. ومن أجل ذلك، وليس فقط لأنّ لبنان يحترم الحرية الدينية لأبناء مختلف الاديان، فانّنا نقدّر وطنكم لأنّه يعيش فيه المواطنون قواعد الحفاظ على الكرامة الإنسانية"، لافتًا إلى أنّ "لهذه الغاية نحن سعداء لوجودنا هنا، ونعرف أنّكم في خطّ الدفاع الأول لبلوغ هذا الهدف. ولا يسعنا للمناسبة الاّ ان نقدّر عملكم الشاق لتحقيق هذه الاهداف، ونأمل ان يكون مستقبل لبنان زاهرا فيبقى واحة رفاهية ورجاء للجميع".

كما أفاد بعد اللقاء، بـ"أنّنا حضرنا إلى لبنان على رأس وفد أوروبي من اتحاد وكالات تقديم العون إلى مسيحيي المشرق، وتشرّفنا بلقاء الرئيس وشكرناه على حسن الاستقبال. وقد نقلت إليه تحيات البابا فرنسيس ودعاءه للشعب اللبناني. ولقد كانت المناسبة لتأكيد دعمنا الكامل للرئيس للجهود الّتي يبذلها من أجل عالم يسوده السلام، وقائم على العدالة والديموقراطية والحرية لا سيما في لبنان وفي هذه المنطقة من العالم".

وشدّد على "أنّنا نثمّن عاليًا جهود الرئيس عون من أجل تأسيس أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي بين الأديان في لبنان. وقد أعرب الرئيس عن تقديره ودعمه لزيارتنا، مشيرًا إلى تطلعاته للسلام في العالم لا سيما في الشرق الأوسط وبصورة خاصّة في الأراضي المقدسة، ومحمّلًا إيانا تحياته الى قداسة البابا. كما أعرب عن سروره لما تقوم به منظمات الاتحاد لمساعدة الكنائس في الشرق الاوسط، وتحديدا من اجل دعم وتوطيد الحضور المسيحي في لبنان والمنطقة".

من جهة أخرى، التقى الرئيس عون عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدغار طرابلسي وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة لاسيما ما يتّصل بمسار تشكيل الحكومة الجديدة.

وأوضح طرابلسي "أنّه نقل إلى رئيس الجمهورية هموم بيروت وأبناءها المنتشرين في الأقضية اللبنانية، كما أطلعه على ما تحقّق حتّى الآن من خلال آلية التوظيف الشهري الّتي يعتمدها في إطار إيجاد فرصة عمل للجيل الشاب"، منوّهًا إلى "أنّه شكّل مجلسًا إستشاريًّا تربويًّا من تربويي بيروت لمساعدته كونه عضوًا في لجنة التربية النيابية"، لافتًا إلى "أنّه أثار مع الرئيس عون ملف المهجرين في بلدتي حيلان في زغرتا والمية ومية في الجنوب".

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، المهندس الدكتور نديم كرم الّذي اطلعه على نشاطه الهندسي في لبنان والخارج وعلى رغبته في تصميم منحوتة ترمز إلى أهمية الحوار بين الشعوب لمناسبة إطلاق رئيس الجمهورية مبادرته لإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار تزين احدى باحات قصر بعبدا.

وشكر الرئيس عون المهندس كرم على مبادرته وهنأه على الإنجازات الفنية الّتي حقّقها في لبنان والخارج.