شدَّد العلامة السيّد ​علي فضل الله​ على أنَّ العمل بالقوانين في ​أميركا​ وغيرها من المغتربات، جزء من الالتزام الإسلاميّ، داعياً الجاليات الإسلامية في ديربورن إلى أن تكون سفيرة خير وانفتاح.

وقال في رسالة متلفزة في العشاء السنوي لمدرسة "بينات" في ديربورن – أميركا: "كلّنا نعرف أهميَّة وجود مؤسَّسة تحمل هذه القيم وهذه المعاني، لأنَّنا في عالم نحن أحوج ما نكون فيه إلى الإنسان الذي يعيش القيم والإيمان و​المحبة​ والعطاء والانفتاح، فبهذا الإنسان يُبنى المجتمع و​الحياة​، ومن دونه سيعاني كما نعاني في كلِّ واقعنا.. عندما استغرقنا في لعبة المصالح والحسابات الخاصَّة و​تقديس​ الانقسام".

واضاف: "لقد عملنا دائماً وسنبقى نعمل بوحي هذه الرسالة الإنسانيَّة، واعتبار التنوّع الدينيّ والثقافيّ والاثنيّ مصدراً لإغناء الحضارة الإنسانية، لا مصدراً للتناحر والنزاعات، وأن جميع البشر سواسية، وكل المجتمعات متساوية في الإنسانية، ونحن في كلِّ موقع نتواجد فيه أو مؤسَّسة يكون لنا دور فيها، لن نكون يوماً إلا رسل سلام، والسَّلام لا يبنى بادّعاء هذه الفئة أو تلك أنها مركز العالم، أو بادعاء أنَّ هذه الجماعة أو تلك مصطفاة من الله... إنّ ادّعاء الأفضليّة لا يستقيم إلا بمقدار الالتزام بقضايا الإنسان في الوطن الَّذي نعيش فيه وبخير الإنسانيَّة جمعاء".

ورأى فضل الله "إنَّ الاختلاف جزء من طبيعة الحياة، وتباين الأفكار أو نهج الحياة أو التعامل مع الأحداث أمر من صميم التكوين الإنساني. نعم، قد يكون هناك اختلاف، والحياة طابعها طابع اختلاف، وهذا أمر نجده دائماً، ولكن المسألة تتَّصل بكيفيّة إدارة هذا الاختلاف، هل نديره بالحوار؟ وهل نعتمد المعايير العلمية والأخلاقية والإنسانية لتحديد الخير والشرّ أو الصّواب والخطأ؟ إنّ الاختلاف لا يبرّر الحقد أبداً، ولا الكراهية، ولا كلّ مظاهر العداء للآخر، في أيِّ جانب من جوانب حياته"، مشيرا الى أنه على هذا الأساس، وجدت هذه المؤسّسة التي أردنا لها، ومنذ تأسيسها، أن تشكّل مظهراً لهذا الانفتاح، وأن تكون سفيرة تربوية وعلمية وأخلاقية للمؤسّسة الأم في هذا البلد في أميركا، ونريد لكلِّ العاملين فيها أن يكونوا سفراء طيبين لأهلهم ولطلابهم من جهة، وللمجتمع الذي يعيشون فيه من جهة ثانية.. وأن يفهموا خصوصيات هذا الإنسان وهذا المجتمع، لتؤدي رسالتها التربوية والتعليمية والأخلاقية على أكمل وجه، وخصوصاً اختيار الأسلوب المؤثّر والمناسب في تحقيق الأهداف.

وأكد ضرورة الالتزام بالقوانين في البلد الذي تعيشون فيه، وفاءً لعهد عاهدتموه حين قررتم أن تكونوا مواطنين في هذه الدولة أو تلك، فهذا جزء من الالتزام الإسلامي بمنظومة قيم الخير، وليس العكس، وخصوصاً تلك التي تستهدف حماية الإنسان، وتعيش قضايا مجتمعها وهمومه، وتتفاعل معه في سبيل حياة أفضل للجميع".