اشار عميد ​المعهد العالي​ للدكتوراه في الآداب و​العلوم​ الإنسانية والاجتماعية في ​الجامعة اللبنانية​ البروفسور محمد محسن إلى العناية الخاصة بالبحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية والتربوية والاجتماعية، نظراً "لتشابك العلوم في بعضها البعض، وتداخلها نظرياً ومنهجياً لمقاربة الموضوعات الشائكة والمعقدة والتي تتطلب أكثر من تفسير، كي نتمكّن أولاً، بحسب رأي العميد محسن، من فهم الحالة، وثانياً للتوصّل إلى التوصيات والحلول المناسبة في مجالات القضايا المجتمعية التي تهتم بتنمية المجتمع وتوفر الرفاهية للإنسان".

ولفت محسن خلال لقاء علمي بعنوان "التعددية المنهجية في أبحاث العلوم الاجتماعية والتربوية ... ماهيتها، أسبابها وكيفيتها" نظمها المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، إلى"المسار الآحادي والمسار البيني والمسار التعددي "monodisciplinary and interdisciplinary and multidisciplinary" هو في صلب العملية الفكرية، والفلسفية، والنقدية والمنهجية في عمل المعهد العالي للدكتوراه، منوّهاً بإحدى وظائف المعهد العالي، المتمحورة حول المساهمة في التطوير النظري والمنهجي، والمرتكزة على الشرح والتفسير والتحليل و​النقاش​ في ظل التطورات الهائلة في مجالات العلوم الانسانية في مختلف الاختصاصات"، معتبراً "بأنها ليست مهَمة سهلة، ولكن علينا أن نبدأ من مكان ما وهذا هو المكان الطبيعي، كما قال، قاصداً بذلك المعهد العالي للدكتوراه. وختم قائلاً "نحاول أن نفتح أمام طلاب الدكتوراه آفاق العلم من خلال تزويدهم بالمعارف والنظريات والمقاربات والنظريات والمقاربات المتداخلة والمشاركة والآداب البحثية ليتمكنوا ويصبحوا أكثر قدرة على رؤية الأمور بطريقة نقدية معمقة".

وتوقّف الباحث في العلوم الإنسانية والتربوية والمتخصّص في المناهج التعليمية البروفسور محمود مِهر محمدي مِهر محمدي عند السائد في المسارات البحثية التي تختار بين نوعين من الأبحاث "إما" أبحاث ودراسات "كمية" أو "نوعية" تؤدي إلى "اختيارات متوائمة معها "، معتبراً أنّ التعصّب الأيديولوجي يحضر عندما يتعلّق الأمر باستخدام طريقة ما، لافتاً إلى عدم توفّر كل الخيارات على طاولة البحث.

وأكّد أنّ ممارسة دور الباحث لا يقتصر على نموذج واحد، أو مجموعة من الأساليب التي لا تستتبع الاتجاه السائد في المنهجية المعروفة باسم الطريقة المختلطة، معتبراً أنّ الباحث الذي يتبنى مسار التعددية يمتلك سجلاً مهنياً يدل على منهجه المنفتح على مسألة المنهجية.

كما رأى البروفسور محمود إنّ ثراء المنهجية وتحديد أطر مفاهيمية جديدة في الزمن المناسب، وفق الموقف المناسب وفي الوقت مناسب، يمكن أن يساعد في بلوغ أبعد الحدود المبتغاة للأبحاث، وبالتالي هي بمثابة دعوة للإبداع في مجال المنهجية، لافتاً إلى دراسة "دي توكفيل" المعروفة جيداً "الديمقراطية في أمريكا"، تعد مثالاً للباحث الذي يضع معايير منهجية ويساهم في إثراء الحقل البحثي.