أشار الوزير السابق ​حسن منيمنة​ الى أنه "الى جانب العنوان الأساسي والواضح والمعلن لـ "مؤتمر ​وارسو​" الذي هو السلام والإستقرار في ​الشرق الأوسط​، وتشديد الحصار على ​إيران​ بإجماع دولي، توجد نقطة مخفية في المؤتمر، وهي محاولة طرح موضوع "صفقة القرن" على هامش أعماله وهذا الأمر أكثر من متوقّع، خصوصاً أن ​جاريد كوشنر​ الذي يتولّى ملف "صفقة القرن" في ​الإدارة الأميركية​ من قِبَل الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، سيشارك في مؤتمر وارسو".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "يُتوقّع في هذا الإطار أيضاً أن لا تُعلَن خطة "صفقة القرن" بكاملها خلال المؤتمر، بل سيتمّ التشديد على الجانب الإقتصادي الذي ستوفّره، بحيث يتم إغراء الفلسطينيين بمشاريع إقتصادية هائلة تحت عنوان تحسين أوضاعهم لكي يتمّ تمرير المضمون السياسي لهذه الصفقة".

وأضاف منيمنة:"الموقف الفلسطيني يرفض تلك الخطة رفضاً قاطعاً وجامعاً. ولن تُفلِح محاولات إغراء ​الشعب الفلسطيني​ مالياً واقتصادياً، لأن الجانب السياسي من الملف هو الأساس، خصوصا في ما يتعلّق بمشروع إقامة دولة فلسطينية، ومن ضمنها ​القدس​ عاصمة لها".

وتابع:"لهذه الأسباب، قطع الفلسطينيون علاقاتهم مع ​الولايات المتحدة​ واعتبروا أنها ليست وسيطاً نزيهاً لتساعد على إيجاد تسوية للملف الفلسطيني وهم لا يزالون يؤكدون موقفهم الداعم للخطة العربية للسلام التي انبثقت عن "قمة ​بيروت​ العربية" عام 2002" وهذا الموقف الفلسطيني يجد تجاوباً عربياً ولا أعتقد أن أي دولة عربية ستوافق على خطة ترامب التي تبدو بعض ملامحها واضحة، خصوصاً بعد نقل ​السفارة الأميركية​ الى القدس، والإعتراف بالقدس عاصمة موحّدة ل​إسرائيل​، لا سيّما أن ​السعودية​ ومصر أكدتا رفضهما لها. فالملك سلمان بن عبد العزيز يؤكد منذ شهرين وقوفه الى جانب الفلسطينيين، وقبوله بما يقبلونه ورفضه كل ما يرفضونه".

ورأى أن "لا نتيجة من جراء محاولة ​واشنطن​ طرح موضوع "صفقة القرن" على الدول المشاركة في "قمة وارسو". توجد محاولة أميركية لجلب المزيد من التأييد الأوروبي لهذه الخطة عبر إظهار حسناتها من الناحية الاقتصادية. ولكن الموضوع السياسي هو الأساس في ملف ​القضية الفلسطينية​ وليس الإقتصادي، فضلاً عن وجود تردّد أوروبي في ما يتعلق بمؤتمر وارسو ينسجم مع خلافات سياسية كثيرة في ما بين الأوروبيّين والأميركيين حول الملف الإيراني أيضاً، وهو ما لا يؤشّر الى الوصول لنتيجة في وارسو لا على صعيد موقف واحد تجاه إيران، ولا حتى على صعيد ملف "صفقة القرن" بجانبها الإقتصادي"، مشيراً إلى "اننا نعرف أن حراكاً أوروبياً مختلفاً يتمّ العمل عليه، وهناك فكرة لدعوة الى مؤتمر في دبلن في ​إيرلندا​ لدعم الفلسطينيين وكما يبدو، فإن "مؤتمر دبلن" يواجه مؤتمر وارسو، ويشكّل رداً على المشروع الأميركي لإنهاء القضية الفلسطينية".