أكد رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، في حديث لصحيفة "​الرياض​" ​السعودية​ "أنّنا سنصل عاجلاً أم اجلاً الى وقت لا نرى فيه سلاحاً غير شرعي في لبنان، فمنطق الدولة ووجود ​السلاح​ غير الشرعي لن يكون للأبد"، مشددا على أن "العلاقة بين قوى ​14 آذار​ ليست باردة بالمعنى الحرفي ولكن هناك فرق في ما بينها في المقاربات العمليّة، إلا أنّ هذا لا يعني أنّنا لسنا في تشاور دائم وقد تقترب رؤانا في أي وقت أكثر وأكثر ونصل الى توافق يوصلنا الى دولة لبنانية حرة مستقلة، تحتكر وحدها السلاح في لبنان وتدافع عن وحدة أرضه وشعبه".

ورداً على سؤال عن أنّ بعض الأفرقاء في لبنان يبحثون عن حلول تتجاهل المسبّبات أزمة ​اللجوء السوري​ بشكل كامل، فهناك من يريد أن يطبع مع نظام الرئيس ​بشار الأسد​ ويعيد له ​اللاجئين​ الذي هربوا من الموت والذين يصنف الأسد 3 مليون منهم كإرهابيين، قال جعجع: "أعتقد أنّ ​النظام السوري​ يعتبر أنّ ما يقارب الـ15 مليون من شعبه ارهابيين، والجواب بالنسبة لنا بسيط وهو أنّ الأسد أصلاً لا يريد عودة اللاجئين لأسباب ديموغرافية وجيوسياسية معروفة للجميع وبالتالي عبثاً يحاول البناؤون. فيما الفريق الوحيد الذي أرى أنه يقدر أن يضغط على الأسد الآن هو الجانب الروسي، لذا يجب على لبنان الإستعانة ب​روسيا​ لمحاولة حل أزمة النازحين وهذا ما أعتقد أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ​ميشال عون​ سيقوم به في زيارته المرتقبة بيح أنه من الممكن أن تضع روسيا الضغط اللازم على الأسد لإعادة اللاجئين".

وأضاف: "أما طرح التطبيع بين لبنان و​سوريا​، التي لا ندري عن أي سوريا يتحدثون الان لأنّه ليس هناك من سوريا الان ولكن عدة سوريات ولا قرار فعلي سوري داخلي الآن بل القرار للقوى التي تقاتل ولها وجود في سوريا، لذا فإنّ أي حديث عن تطبيع مع النظام لاعادة اللاجئين هو كلام عار عن الصحة، لأن كل العالم يعرف أنّ بشار الأسد لا يريد للاجئين أن يعودوا و هذا أمر لن يتغير من وراء حوار تجريه ​الحكومة اللبنانية​ مع الأسد".

ورداً على سؤال حول ما يرتكز عليه الفريق اللبناني الذي يسعى بحماس للحديث عن علاقات مع الأسد في حين أنّ المناخ الدولي غير مؤاتي للتطبيع، شدّد جعجع على أنّ "هؤلاء يبحثون عن التطبيع مع الأشد لأنه لا يوجد ترحيب دولي أو مناخ مواتي له، ولكن بالتأكيد بعد التحركات الدولية الأخيرة حظوظ أي حديث عن عودة طبيعية لعلاقات مع الأسد باتت أضعف بكثير نظراً للنظرة العربية والنظرة الدولية للأسد".

واعتبر أنّ "ادارة رئيس ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة دونالد ترمب وبالرغم من الحديث عن الانسحاب من سوريا تولي اهتماماً كبيراً إلى ​الشرق الأوسط​ وحل ملفاته على عكس ادارة الرئيس السابق ​باراك أوباما​، إلا أنّ ادارة ترمب تريد أيضاً من القوى الكبرى الاقليمية أن تتحمل مسؤولياتها وهذا طرح منطقي. وبالمناسبة نرى الان الولايات المتحدة مجتهدة جداً في العقوبات على ​ايران​ والمواجهة الكبرى التي تخوضها الولايات المتحدة مع دول العالم بسبب النفوذ الإيراني في المنطقة. أما على صعيد دور ​المملكة العربية السعودية​، فتاريخياً، لعبت أدواراً مهمة في المنطقة والآن تكمّل هذا الدور بشكل واضح في ​اليمن​ وأقل مباشرة في سوريا و​العراق​ ولكن ما يجري التركيز عليه ويجب فهمه أنه في المملكة الآن نهضة كبيرة تجري وبالتالي أيادي مسؤولي المملكة ممتلئة بالأعمال شمالاً وجنوباً، واذا ما رأينا المملكة تحيد عن بعض الأزمات حيث لا يجري المشاركة بحلها بالسرعة المناسبة فهذا يعود الى كثرة الأزمات والتحديات التي تعنى بها المملكة وليس انحساراً لدورها على الصعيد العربي وفي المنطقة".

ورأى جعجع أنّ "​الثورة السورية​ في بدايتها لم يكن هناك أي شيء قادر على إسقاطها لولا دخول "داعش" و"​جبهة النصرة​" على الخط، وكان على قوى الثورة الحيّة و​الجيش الحر​ عدم ترك أي مجال لظهور جماعات متطرّفة كـ"داعش" و"النصرة" مهما بلغ ظلم النظام وعنفه، لأنه من اللحظة التي تصبح فيها المعركة بين نظام مستبد وجماعات متطرفة فإنها معركة خاسرة للثورة. ولم يكن من الممكن انتصار الثورة السورية الا تحت أعلام معتدلة تماماً، لأن لا أحد يقبل استبدال فريق مستبد بفريق متطرف. صحيح أنّ الأسد مستبد وليس عادلاً أبداً ولكن لا يمكن لأحد أن يقبل باستبداله بـ"داعش" أو "النصرة" إلا أنه مهما تأخرت الثورة السورية ستصل في نهاية المطاف الى غايتها".

ودعا إلى "دخول القوة العربية المعتدلة كمصر صاحبة الثقل العربي الاستراتيجي المهم بقوة الى المشهد السياسي وبشكل الفاعل، فمصر اليوم مستقرة واتمنى أن تلعب الى جانب المملكة العربية السعودية ودول الاعتدال الأخرى دوراً يتناسب مع دور مصر وحجمها الاستراتيجي وهذا وحده كفيل بتصحيح موازين القوى في المنطقة وإيجاد واقع بديل عن كل ما نراه اليوم".