يُقال ان مشكلة ​لبنان​ الأساسية هي "الطائفية". هذا القول لا يشوبه شائبة، فالحلّ الأسهل لتخريب أيّ مشروع، تطييفه، والطريقة الأسرع لضرب أيّ فكرة، تطييفها، هكذا يحاول بعض ابناء منطقة المنصوريّة تطيير خطّة ​الكهرباء​، لأهداف سياسيّة، حزبيّة.

هي وصلة ل​خطوط التوتر العالي​ يبلغ طولها 2 كيلومتر فقط، وهي واحدة من اربع وصلات نصّت خطّة الكهرباء القديمة والجديدة، على إنشائها في أربع مناطق لبنانية هي: ​المنصورية​، ​فيطرون​، صور و​الهرمل​. لم يعترض أحد، وأصلا لم الاعتراض وخطوط التوتر العالي تجول فوق مناطق لبنان، في ​الجنوب​ والشمال و​البقاع​، فوق منازله ومدارسه ومقر بطريركه في منطقة ​بكركي​ حتى، ولم يشكُ احد من ضرر، لا فعلي ولا حتى نظري من خلال الدراسات، ما يفتح الباب واسعا أمام السبب الحقيقي الذي يحرّك المعترضين.

توجّه المعنيون بما يجري في المنصورية الى بكركي بعد حادثة "رفع الصليب" المستغربة، والخطاب الطائفي المستغرب، علمًا أن لا وزير الطاقة شيعي ولا ​التيار الكهربائي​ إيراني، واجتمعوا مع ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​، فكانت أيدي المعترضين فارغة من أيّ دراسة او قصاصة ورق، ويد وزيرة الطاقة ندى البستاني التي تحمّلت الاهانات من أهل المنصورية المعترضين، محمّلة بدراسات عملت عليها بحسب مصادر ​وزارة الطاقة​، مؤسّسة ​كهرباء لبنان​ مع منظمّات عالميّة تُعنى ب​الصحة​، ومع شركة كهرباء ​فرنسا​، ودراسات وفق النظم الأوروبيّة، وتبيّن أنْ لا خطر على الصحة جراء مرور خطوط التوتر العالي فوق الارض، بل على العكس هناك دراسات عالميّة تتحدث عن ضرر خطوط التوتر التي تُركّب تحت الأرض.

وتؤكد مصادر "الطاقة" عبر "​النشرة​" أنّ خطّة الكهرباء التي نالت موافقة ​مجلس الوزراء​ لن تتوقّف عند وصلة أو منطقة، فهي تخصّ كل لبنان، وهيبة الدولة لن تُكسر لأجل استغلال سياسيّ، والحلّ الذي طُرح سابقا وسيعود طرحه مجددا هو شراء الشقق ممن لا يصدّق التقارير والدراسات ويريد ترك المنطقة، مشيرة الى أنّ هذا الحل طُرح سابقا ولم يُقدم أيّ طلب من اجل البيع.

تقف وزارة "الطاقة" ضد "تطييف" المسألة، مع الاستغراب الشديد من الأفعال التي قام بها بعض السكّان، والتصريحات التي نُقلت مباشرة على الهواء. وفي هذا السياق علمت "النشرة" أن اهالي المنصورية من المعترضين اتّهموا وزيرة الطاقة بأنها تعمل ضد الكنيسة وضد بكركي، كما انها سمعت كلاما مهينا من قبل أناس على علاقة بالكنيسة، الامر الذي لا يضرّ بسمعتها وحسب، بل يهدّدها، مع العلم أنّ بستاني على تنسيق دائم مع البطريرك الراعي الذي أشاد ب​خطة الكهرباء​ بكل بنودها التي تتحدّث عن استكمال الوصلات الناقصة، وتخفيف الهدر.

لا يمكن فصل حلقة واحدة من خطّة الكهرباء دون نسفها، وبالتالي تؤكّد مصادر وزارة الطاقة أن خطتها مستمرّة، ومجلس الوزراء لن يكون بوارد التراجع عنها، والأجواء في بكركي ايجابيّة وجيّدة، والبطريرك الراعي دائما ما يكون إيجابيًّا، ولكن من غير المنطقي أن نضرب مشروعًا كاملاً لأجل وصلة كهربائيّة تبيّن عدم ضررها على صحّة الانسان.

إن كان هناك من ضررٍ على الصحّة الإنسان جراء خطوط التوتر فلم لا يتحرك كل لبنان؟ وإن لم يكن فلماذا يتحرّك أهل المنصوريّة؟ وهل يمكن لمجلس الوزراء تحمّل فشل خطة الكهرباء؟!