علمت "​الأخبار​" أن وزير التربية ​أكرم شهيب​ أخذ أمس ضوءاً أخضر من رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ باتخاذ القرارات التي يراها مناسبة بملف المدارس التي تخلّفت عن تقديم طلبات ترشيح ​الطلاب​ للامتحانات الرسمية خلال المهلة القانونية. إلا أن هؤلاء، وبإيعاز من مصلحة التعليم الخاص في الوزارة نفسها، لم يترددوا، أمس، في استخدام ضحاياهم الطلاب وأهاليهم وقوداً في معركتهم مع الوزارة. فطلبوا منهم النزول إلى الشارع لمواجهة وزير التربية أكرم شهيب بشعار "يا وزير الأبجدية وقفلي هالطائفية"، في محاولة للإيحاء بأن من حجبت بطاقاتهم هم من منطقة محسوبة على طائفة واحدة! بعض الأهالي الذين شاركوا في ​اعتصام​ أمام ​وزارة التربية​ كانوا في جو هذه "اللعبة"، إلا أن أهالي كثراً صدموا بحجب البطاقات، فسألت إحدى الأمهات: "إذا سلمنا بأن الإدارات فاسدة، ما ذنب الأولاد الذين تعبوا في المدرسة وفي المعاهد الخصوصية طيلة العام؟ من أعطاهم الحق أن يحرموهم سنتهم؟".

من جهتها، أوضحت مصادر في دائرة ​الامتحانات الرسمية​ لـ"الأخبار" أن الوزير رفض سابقاً اللوائح الاسمية التي تقدمت بها "مدارس خاصة" لا تملك إجازات للعمل، لكنه وافق على قبول طلبات الترشيح للامتحانات الرسمية فقط على خلفية "ما بدنا يكون الطلاب ضحايا للتجار، وحسابنا مع المدرسة". وبناء عليه، أُعدت لائحة مقفلة من أكثر من 300 مرشح للامتحانات، "لكن ما حصل أن الطلبات راحت تهبط على الوزارة من كل حدب وصوب، وبعضها وصل إلينا في نهاية أيار الماضي".

وكان شهيب أصدر، في نيسان الماضي، مذكرة طلب فيها من الموظفين المعنيين بطلبات فتح ​المدارس الخاصة​ توجيه كتاب إلى المحافظ المختص لإقفال المدرسة المخالفة إقفالاً إدارياً عند نهاية ​العام الدراسي​، وإبلاغ من فتح المدرسة بتعليق إجراءات دراسة الطلب، وبأن الوزارة ستقترح على ​مجلس الوزراء​ أن يوافق على اتخاذ وزير التربية قراراً برفض طلبه في ضوء المخالفة المرتكبة.