استقبل وزير الخارجية ​جبران باسيل​، وزير ​الدولة​ البريطاني للشؤون الخارجية و​التنمية الدولية​ أندرو موريسون في حضور ​السفير البريطاني​ ​كريس رامبلنغ​.

واعرب موريسون عن سروره لزيارة ​لبنان​، مشيراً إلى "إني إذ آتي في هذا الوقت العصيب الى لبنان والمنطقة، أشدد مجددا على التزام دعم ​المملكة المتحدة​ المستمر للبنان"، لافتاً الى ان "غالبية المحادثات التي سأجريها خلال زيارتي ستركز على دعم ​بريطانيا​ للبنان قوي ينعم بالاستقرار والازدهار، فالشراكة الطويلة الأمد التي تجمع بين البلدين تتنامى يوما بعد يوم".

وأشار إلى ان "الشهر الماضي، وقع لبنان والمملكة المتحدة اتفاق شراكة في لندن، في خطوة من شأنها تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية الثنائية بينهما، انطلاقا من التبادل التجاري الذي بلغ 800 مليون ​دولار​، كما ان زيارة المبعوث التجاري البريطاني اللورد ريسبي المعين من رئيس الوزراء البريطاني للبنان الأسبوع الماضي، تؤكد متانة الالتزامات المتبادلة بين بلدينا، في وقت تستعد بريطانيا للانسحاب من ​الاتحاد الأوروبي​".

واكد ان "دعم بريطانيا لبرنامج ​الحكومة اللبنانية​ ولمؤتمر "سيدر" مستمر، لكن إجراء الإصلاحات الاقتصادية أمر ملح وضروري كي يستفيد لبنان من كامل طاقاته خصوصا أن الوقت بات داهما"، مشيراً إلى انه "ستتركز محادثاتي أيضا على العدد الكبير للنازحين الذين يستضيفهم لبنان. لكننا نعتمد ​سياسة​ واضحة في هذا الموضوع، إذ نريد عودة السوريين إلى ديارهم، وحرصا على عودتهم بشكل دائم يجب أن تتم هذه العملية وفق القوانين الدولية التي تنص على جملة معايير واضحة من بينها حظر الإعادة القسرية، لكن ​النظام السوري​ هو الذي يحول دون عودة اللاجئين إلى بلادهم في الوقت الراهن"، وقال: "لمست بنفسي حسن ضيافة ​الشعب اللبناني​ الذي يستمر باستقبال أعداد هائلة من ​النازحين​. وها قد أتينا لنساند اللبنانيين الذين يتحملون هذا العبء الثقيل، وكذلك النازحين".

وأوضح أن "​مساعدات​ بريطانيا تقوم على دعم المجتمعات المضيفة الأشد معاناة من خلال جهود شركائنا المحليين والدوليين الرامية إلى تنفيذ برامج الإعانات الإنسانية والتعليمية والاقتصادية وسواها ويسعدني أن أعلن عن توفير تمويل جديد تفوق قيمته 41 مليون دولار لصالح المجتمعات المضيفة والنازحين على السواء"، مشيراً إلى "إنني بحثت مع باسيل في المواجهات الأخيرة المثيرة للقلق مع ​إسرائيل​، ونقلت له موقفنا بوضوح، وأعربت عن تأييدنا الكامل لقراري ​الأمم المتحدة​ 1559 و1701"، مدينا الانتهاكات التي يتعرضان لها بأشكالها كافة".

واعتبر ان "القوانين اللبنانية واضحة، إذ تعتبر أن ​الجيش اللبناني​ هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان، وسنستمر في تقديم الدعم له وللأجهزة ​الأمن​ية اللبنانية. ولا يجوز بحسب القوانين اللبنانية والدولية على السواء لأي فريق آخر من خارج الدولة أن يمتلك ​السلاح​، لأن ذلك يقوض الأمن والاستقرار في لبنان المعرض أصلا لضغوطات هائلة في الوقت الراهن".

والتقى باسيل، وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو وتناول البحث الوضع على الحدود ​جنوب لبنان​ وتطبيق ​القرار 1701​ وانعكاسات العملية العسكرية في شمالي ​سوريا​ على لبنان".

وبحث باسيل مع سفيرة ​الولايات المتحدة الاميركية​ ​اليزابيت ريتشارد​ الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

من جهة أخرى، وقع باسيل ورئيس ​جامعة القديس يوسف​ ​الأب سليم دكاش​، مذكرة تفاهم تقوم على تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية من خلال تأسيس آلية تعاون مستدامة لتدريب أعضاء السلك الخارجي اللبناني على أفضل استراتيجيات التسويق الدولي للمنتجات اللبنانية وتقنيات إعداد البيانات الإحصائية والتقارير ​الإقتصاد​ية.

ويأتي ذلك ضمن استراتيجية ​وزارة الخارجية والمغتربين​ لدعم الإقتصاد الوطني اللبناني وتفعيل قطاعاته المنتجة، من خلال بعثاته الديبلوماسية المنتشرة في ​العالم​ والملحقين الإقتصاديين.

وتنص المذكرة على تبادل الخبرات وتأمين التأهيل المناسب لطلاب قسم الإقتصاد في ​الجامعة اليسوعية​ وتبادل الدراسات الدورية والقيام بالابحاث المتخصصة.