لفتت اوساط سياسية لصحيفة "الراي" الكويتية انه "وبعد مئة يوم على الانتفاضة يمكن استنتاج أن حزب الله، الذي غالباً ما يتغنّى بقدرته على تحويل المشكلة إلى فرصة، نجح حتى الساعة بالاستفادة من الزخم الجماهيري للثورة لإحداث انقلاب كان يُعدّ له عشية الانتفاضة للإمساك بمفاصل الحكم بالتكافل والتضامن مع "​التيار الوطني الحر​" برئاسة جبران باسيل، عبر تحوير الهبة الشعبية بوجه خصومه وتحميل الحريرية السياسية والمصارف وحاكم ​مصرف لبنان​ مسؤولية ما آل إليه الواقع، مع تغييب الأكلاف الباهظة لاسترهان لبنان لمشروعه الإقليمي"، معتبرة أنه "ورغم أن الغضب الشعبي فرض ظاهراً جلوس التحالف الثلاثي الحاكِم في المَقاعد الخلفية لقيادة دفة البلاد لمصلحة سياسيين مموَّهين في حكومة الاختصاصيين، فإن رصداً يجري لما إذا كان هذا الأمر سيقْنع ​المجتمع الدولي​ الذي تعوّد التعامل مع الأمر الواقع"، متسائلة "إذا كان لبنان مقبلا على مسار يشبه مرحلة توزيع الأدوار داخل ​القيادة​ الإيرانية بين معتدلين ومتشدّدين قبيل الاتفاق النووي مع ​واشنطن​ على قاعدة وجه ناعم للمجتمع الدولي أتاح الاتفاق وآخَر يدير اللعبة فعلياً، أم أن المدى الذي بلغتْه المواجهة الأميركية - الإيرانية حالياً لم يعد يحتمل سيناريوهات زمن الرئيس الاميركي السابق ​باراك اوباما​".

وتعتبر الاوساط ان "ثمة انطباعاً بأنه رغم أن حزب الله أُرْبك في الأيام الأولى من الثورة التي كانت تؤشر إلى نقل المشهد اللبناني إلى مرحلة متفلتة من كل قواعد اللعبة التي أرساها منذ 2005 عبر تطويع خصومه بشتى الوسائل ليبقى وهج ​السلاح​ ناظماً خفيّاً لمجمل المشهد الداخلي، إلا أنه حتى الساعة أدار المرحلة بما ألحق الضرر بخصومه سياسياً بالدرجة الأولى، وهو ما يتْرك علامات استفهام حول انعكاساته على التوازنات الداخلية بأبعادها الاقليمية مع انتقال حلفاء إيران إلى التحكّم بكل مفاصل المؤسسات، إلا إذا أكملتْ الثورة طريقَها وفرضت التغيير الشامل الذي سيصيب تلقائيا قبْضةَ الحزب على الإمرة السياسية".