أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في ​حزب الله​ الشيخ علي دعموش ان محاولات كثيرة جرت خلال العقود والسنوات الماضية، لتصفية القضية ال​فلسطين​ية، وتشتيت ​الشعب الفلسطيني​، و​القضاء​ على حقوقه التاريخية والمشروعة، لكن أخطر هذه المحاولات على الإطلاق اليوم هو ما يسمى ب​صفقة القرن​ التي اعلن عنها ​ترامب​ قبل ايّام، فهي عدوان اميركي اسرائيلي ليس على الشعب الفلسطيني وحده وانما على كل الامة، مشيرا خلال حفل تأبيني في حسينية الهادي في الأوزاعي، الى ان هذه الصفقة هي أكبر مؤامرة تتعرض لها ​القضية الفلسطينية​ والامة في تاريخها، لأنها مشروع أمريكي صهيوني رسمي وعلني كامل، ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل وللقضاء على كل حركات ​المقاومة​ في المنطقة، وضرب كل من يدعم فلسطين والشعب الفلسطيني، وضرب محور المقاومة.

ولفت الى ان هذا المشروع تتواطؤ فيه بصورة علنية دول غربية وأنظمة عربية وخليجية وفي مقدمهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي هو شريك اساسي في اعداد هذه الصفقة، ومُطلع على كامل تفاصيلها، وهو تولى تهديد الفلسطينيين والضغط عليهم للقَبولِ بها كما كشفت الصحف الاسرائيلية بالامس.

ورأى ان على ​لبنان​ ان يبقى محصنا بوحدته الداخلية وباجماعه الوطني الرافض لهذه الصفقة، لان لبنان اول المستهدفين بعد فلسطين بهذه الصفقة، من خلال فرض توطين ​اللاجئين الفلسطينيين​، ولذلك على كل القوى السياسية في لبنان دعم الموقف الرسمي الحاسم الذي سيستخذه لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والالتفاف حول ​الحكومة​ الجديدة لمواجهة مخاطر هذه الصفقة، وكل المخاطر والتحديات التي يتعرض لها لبنان، بدل التصويب على الحكومة ورفض التعاون معها ومحاولة تعطيل المؤسسات وشل البلد.

وشدد على ان ​الحكومة الجديدة​ هي حكومة كل لبنان ولكل اللبنانيين وليست حكومة فريق سياسي معين او تيار او حزب، ونأمل ان تكون حكومة منسجمة وفاعلة تعمل كفريق وطني واحد لانقاذ البلد ومنع الانهيار.

واشار الى ان حزب الله بذل أقصى جهد وعمل كل ما يستطيعه من اجل معالجة العقد وتذليل العقبات وقدم كل التسهيلات لكي تكون هناك حكومة، وهو سيقدم كل التسهيلات لنجاح الحكومة لان نجاحها فيه مصلحة لكل اللبنانيين. واعتبر ان الجميع في لبنان مطالب بالتعاون وتقديم التسهيلات للحكومة واعطائها الفرصة الكاملة والوقت الكافي لنرى افعالها وإنجازاتها والنتائج التي يمكن ان تحققها قبل الحكم عليها.

ودعا الحكومة لكي تكون على قدر آمال اللبنانيين وتتطلعاتهم وصرخاتهم وان تثبت جديتها وقدرتها على تحمل المسؤولية وهي معنية بتقديم تجربة مختلفة عن تجارب الحكومات السابقة وعليها ان تعتبر ان أولويتها الاولى معالجة الأزمات التي يمر بها البلد اقتصاديا وماليا واجتماعيًا ومعيشيا فالأوضاع المالية والمعيشية لا تحتمل التأخير او التعاطي غير الجدي، ولذلك ليس امام الحكومة متسع من الوقت للبدء بتقديم إنجازات ملموسة تستطيع من خلالها ارضاء اللبنانيين القلقين على مستقبلهم ومصيرهم.