لاريب أن ​لبنان​ والمنطقة، لايزالان في قلب العاصفة، خصوصاً في ضوء إعلان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ما يسمى بـ "​صفقة القرن​"، التي قد تنجح أو تفشل، الأمر متوقف، على إرادة الشعوب والقوى الرافضة وتصميمها وقدرتها على مواجهة هذه الصفقة، والتصدي لها، ثم إسقاطها، وفي مقدمها، ​الشعب الفلسطيني​، صاحب القرار الفصل في مواجهة "صفقة العصر"، ورفضها، كونه المعني الأول، بالإضافة الى دول المنطقة، التي تستضيف على أراضيها ​اللاجئين​ الفلسطنيين، والتي يفترض بها أن تقف الى جانب الشعب الفلسطيني، وقضيته المحقة، بالتالي رفض توطين الفلسطنيين في اماكن لجوئهم، مهما بلغت الإغراءات المادية ، وغير المادية، ومهما تآمر المتآمرون، خصوصاً ​الدول الخليجية​، المنضوية في المحور الأميركي، والمنصاعة بالكامل لإملاءاته.

لاريب أيضاً، أن هذا الإعلان الأميركي المذكور آنفاً، جاء في جانب معيّن، لمصلحة ​الجمهورية​ الإسلامية ال​إيران​ية، ودورها في الدعم اللامشروط لحركات ​المقاومة​ والرفض في المنطقة، باعتراف قادة ​حركة حماس​ المنضوية تحت لواء حركة الأخوان المسلمين في ​العالم​، لذلك بذلت ​واشنطن​ كل ما في وسعها، لتشويه صورة إيران لدى شعوب هذه المنطقة، من خلال إثارة الفتن المذهبية، وإغداق الرشى المالية لبعض وسائل الإعلام، وعمائم الفتن، لتحريض الرأي العام على محور المقاومة في المنطقة، وفي طليعتها إيران و​حزب الله​ و​الحشد الشعبي​ العراقي، الذين واجهوا "المشروع التكفيري" في المنطقة، ولايزالون يتابعون الطريق حتى إسقاطه بالكامل. وهنا تحاول وسائل واشنطن وأدواتها، تضليل الرأي العام السني في هذه المنطقة، عبر إيهامه أن الانجازات الميدانية للجيش السوري الأخيرة في مجال ​مكافحة الإرهاب​، ودفاع الشعب اليمني عن نفسه، كذلك ولادة ​الحكومة اللبنانية​، على أنها كلها إنتصارات ل​طهران​ ومحورها، ومظلمة لأهل ​السنة​ في آنٍ معاً، وذلك في سياق المحاولات المستدامة لاستهداف هذا المحور، وتمرير الصفقة المذكورة وسواها. وما يثير الريبة أن ذروة التحريض المذهبي، كانت تأتي عادةً، عقب حدث سياسي، أو عمل أمني، خصوصاً جرائم الاغتيال.

وهنا نستذكر الكم الهائل من التحريض على حزب الله، عقب استشهاد الرئيس ​رفيق الحريري​. هذا باعتراف الدبلوماسي الأميركي ​جيفري فيلتمان​، الذي أقر أمام ​الكونغرس​ في بلاده، أن واشنطن دفعت عبر وكلائها مبلغ قدره 500 مليون ​دولار​ لبعض "قادة الرأي"، من أجل تشويه صورة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله في حينه، أي في المرحلة الزمنية التي تلت جريمة إغتيال الحريري.

وما يبعث القلق راهناً، من أن يقدم المحور الأميركي على القيام بعمل أمني في لبنان، تحاول من خلاله تأليب الرأي العام لدى الشارع السني في المنطقة، ضد طهران وحلفائها، خصوصاً في ضوء الإعلان الأميركي المذكور، بحسب رأي مصادر سياسية عليمة.

وفي سياق متصل، تعتبر مصادر حزبية قريبة من محور المقاومة، أن ولادة حكومة الرئيس ​حسان دياب​، أشبه " بحكومة مساكنة" مؤقتة بين محوري المقاومة و​الولايات المتحدة​، في إنتظار تبلور تسوية سياسية في المنطقة، أو تسعير الأوضاع مجدداً، وبوتيرةٍ أقوى، على حد تعبير المصادر.

وترى ألا مصلحة للرئيس الأميركي ب​تفجير​ الأوضاع في لبنان خلال فترة حملته الإنتخابية الرئاسية، وفي الوقت عينه لا تجزم عدم إمكان وقوع ذلك، إذا جاء نتيجة صراع نفوذ داخل ​الإدارة الأميركية​، تختم المصادر.