أكد السفير الصیني في ​لبنان​ وانغ كیجیان، في حديث لـ"النشرة"، أنه "منذ تفشي وباء فیروس "كورونا" الجدید، أولت ​الحكومة​ الصینیة أهمیة كبیرة لتعبئة ​القوات​ الوطنیة لمكافحته، ودائما تضع سلامة الناس وصحتهم في مقدمة الأولویات"، لافتا إلى "أننا أنشأنا تحت قیادة الرئیس شي جین بینغ نظاما شاملا للوقایة والسیطرة، بدءا من المستوى المركزي وحتى المستوى المحلي، وأخذنا كل الإجراءات اللازمة والحاسمة لإحتواء الفيروس، كما قمنا بالتعاون بشكل كامل مع منظمة الصحة العالمیّة ودول أخرى للحد من إنتشاره"، مشيرا إلى أن "الحكومة الصینیّة إتّخذت أكثر تدابیر الوقایة والسیطرة شمولاً وصرامة، رغم أنّ العدید من هذه التدابیر تتجاوز بكثیر متطلبات اللوائح الصحیّة الدولیّة".

وشدّد كیجیان على أنه "في ظل القیادة القویّة للحزب الشیوعي الصیني والقوّة الهائلة للاشتراكیّة ذات الخصائص الصینیّة والدعم القوي من الشعب الصیني، لدینا الثقة والقدرة للنجاح في التصدّي لهذا الوباء"، موضحًا أنه "من المتوقع أن یؤثّر الفيروس سلبا على الإقتصادين الصیني والعالمي بسبب تعثّر حركة الملاحة والتنقّل والسیاحة والاستهلاك وصعوبة تشغیل ​المصانع​، هذا بالاضافة الى الاجراءات غیر المبرّرة التي اتّخذتها بعض الدول، ومع ذلك، أعتقد أن التأثیر سیكون موقتًا".

وردّا على سؤال عن إمكانيّة تورط ​الولايات المتحدة​ الأميركيّة في إنتشار فيروس "​الكورونا​"، لفت كیجیان إلى أنه "من الطبیعي أن تظهر نظریات المؤامرة كلما ظهر وباء جدید، وفي تقدیري هذه النظریات ینقصها أسس علمیّة".

وكشف السفير ​الصين​ي أنه "حسب ما علمنا من ​وزارة الصحة العامة​ اللبنانیّة وما تعرفه سفارة الصین لدى لبنان، لا یوجد إصابات بهذا الفیروس حتى الآن سواء بین الجالیات الصینیّة في لبنان أو بین المواطنین اللبنانیین في لبنان أو في الصین"، مشيرا الى أن "​السفارة​ الصینیّة قامت بتعمیم تعلیمات وإرشادات واضحة للجالیات الصینیة في لبنان ولجمیع المسافرین القادمین من الصین، تؤكّد على ضرورة التعاون مع السلطات الصحّیة اللبنانیّة والإلتزام بتعلیماتها والإبلاغ فورا عن أيّ عارض أو الاشتباه بالإصابة بالمرض".

وعن الإجراءات التي تتّخذها بعض الدول بحق الصين لمنع إنتشار الفيروس، رأى كیجیان أن "إعلان منظمة الصحة العالمیّة بشأن حالة طوارئ للصحّة العامة كان قد أثار قلقا واسعا، غیر أن المدیر العام لمنظمة الصحّة العالمیّة تیدروس أدهانوم غیبریسوس أكّد في المؤتمر الصحفي بأنّ هذا القرار لیس تصویتا بحجب الثقة عن الصین، بل على العكس فقد أشاد بالإجراءات الاستثنائیّة التي اتّخذتها الحكومة الصینیّة لاحتواء تفشّي الوباء، كما أعرب عن ثقته بأنّ الإجراءات التي تتخذها بكين لمحاربة انتشار الوباء ستسمح بتغییر الوضع، وأكد أنه إطّلع على قدرات الصين وهي باستطاعتها السيطرة على الوضع بأسرع ما يمكن"، مضيفا: "أعتقد أنه من الضروري الأخذ بعین الاعتبار توصیات منظمة الصحّة العالمیّة واتخاذ إجراءات على أساس الحقائق وتجنّب المبالغة في ردّ الفعل، فالمنظمة المذكورة لم توصِ بتقلیص التعاملات التجاریّة مع الصین والسفر إلیها بسبب الوباء".

من جهة أخرى، لفت كيجيان إلى أن "الجانب الصیني سیتابع التوجّهات التي اقترحتها الحكومة اللبنانيّة الجدیدة لمواجهة التحدّیات والأزمات الإقتصادیّة والمالیّة"، مشيرا الى أن "جذور الصداقة بین الصین ولبنان ضاربة في أعماق التاریخ، فقد وقع البلدان مذكرة تفاهم حول التعاون في بناء الحزام والطریق في عام 2017، ویتطلع الجانب الصیني إلى تعزیز التفاهم مع الحكومة اللبنانیّة الجدیدة في إطار هذه المبادرة، والمضي قدما بتنفیذ مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسیقى الجدید المموّل من قبل الحكومة الصینیّة وفقا للجدول الزمني، والعمل على التعاون في مشاریع البنیة التحتیّة التي تتفق مع الخطط للتنمیة في البلدین ولها جدوى اقتصادیة واجتماعیة"، مشدّدا على أن "الجانب الصیني یشجّع الشركات الصینیّة ذات الامكانیّة والسمعة الجیّدة لدراسة السوق اللبنانیّة والبحث عن فرص التعاون".