أشار "​تجمع العلماء المسلمين​"، إلى أنه في تصريحات ​السفيرة الأميركية​ ​دوروثي شيا​ "تدخلا سافرا بالشأن اللبناني الداخلي وبثا للسموم ونشرا للفتنة". مفيداً بأنه "بعد فشل كل المحاولات التي بذلتها ​الولايات المتحدة الأميركية​ عبر عملائها في الداخل، وعبر الحكومات التابعة لها في الخارج، من أن تسقط المقاومة، وتجعل اللبنانيين يطالبون بسحب سلاحها، على أساس التوجيه الإعلامي والتوتير الداخلي، بأن هذا السلاح هو سبب الجوع، الذي يعاني منه ​الشعب اللبناني​، ها هي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دورثي شيا، تتدخل مباشرة لتتحول إلى بوق يعمل من خلال الوسائل الإعلامية، لبث السموم ونشر الفتنة، ولتعلن وبكل وضوح أن المعركة، التي تشن داخليا وخارجيا على المقاومة، إنما هي بتوجيه من دولتها، وأنها بعد فشل الأدوات والعملاء والوكلاء بتأدية المطلوب، تصدت هي مباشرة لذلك".

ولفت تجمع العلماء إلى أنه "إذ حمد الله لأن في هذا البلد قضاة شرفاء مقاومين، لم تتلوث أيديهم بالفساد، فانبرى منهم القاضي ​محمد مازح​، ليصدر قرارا بمنع أية وسيلة إعلامية لبنانية أو اجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية بإجراء أية مقابلة مع السفيرة الأميركية لمدة سنة، تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية، لمدة مماثلة وتغريمها ماليا"، اعتبر أن "هذا القرار الجري من القاضي الشجاع محمد مازح، يجعلنا نوجه إليه تحية إكبار وإجلال، ونؤكد أن ذلك يعني أن المقاومة لا تنحصر بأولئك الأبطال، الذين يقفون في ساحات الوغى، يقاتلون العدو الصهيوني والتكفيري، بل إنها في كل شريف يتصدى من موقعه، لمن يسيء للمقاومة أو شعبها أو وطنها، فالفلاح الذي يزرع الأرض قرب ​السياج الحدودي​ مع ​فلسطين المحتلة​، والمواطن الذي يدفع من قوت يومه مالا للمقاومة، أو يعطي فقيرا أو محتاجا، خاصة في هذه الأوقات التي تهددنا فيها الولايات المتحدة الأميركية بالتجويع، والإعلامي الذي يتصدى بقلمه للعدو الصهيوني ورجل الدين الذي يقف على المنبر او المذبح داعما للمقاومة ورافضا للفتنة جميعهم ومن هو على شاكلتهم، مقاومون شرفاء لهم دور في المقاومة ونجاحها".

كما حذر من "أية محاولة للاساءة أو النيل من القاضي محمد مازح"، منوهاً بأن "إحالته للتفتيش القضائي، إن تمت، فهي انصياع للارادة الأميركية، وسنتصدى لها وبكل قوة". وتوجه بالتحية ل​وزير الخارجية​ اللبناني ​ناصيف حتي​، "لاستدعائه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دورثي شيا"، طالبا أن "يؤنبها على كلامها الذي هو تدخل سافر وغير مقبول بالشأن الداخلي اللبناني، وخروج عن اتفاقية جنيف، وأن لا تتحدث عن الشأن الداخلي مع أية وسيلة إعلامية تحت طائلة طردها من لبنان".

ودان التجمع "وصف السفيرة شيا لـ "​حزب الله​" ومقاومته بالإرهاب"، معتبرا أن "هذا الوصف إهانة للشعب اللبناني، الذي انتخب بأكثرية ساحقة المقاومة، لتكون ممثلة له في الندوة البرلمانية، وإهانة لدماء الشهداء وآلالام الجرحى وعذابات الأسرى، الذين قدموا أغلى ما عندهم، ليحرروا الوطن من الاحتلال الصهيوني". وأفاد بأن "قيام ​وزارة الخارجية الأميركية​ بالهجوم على المقاومة بعد صدور القرار القضائي، واعتباره سعيا منها لإسكات الإعلام اللبناني، هو أيضا تعبير عن العنجهية الأميركية والصلف، الذي تتعامل به مع الدول، التي تريد التعبير عن عزتها وكرامتها، والتي ترفض الإذعان لإملاءات وقرارات الشيطان الأكبر أميركا".