لم تكد تمر ساعات على الخطاب الإيجابي والمدروس للأمين العام لـ"​حزب الله​" ​السيد حسن نصرالله​، والذي اطلق ​المقاومة​ الزراعية والصناعية، والتي ستكون باكورة إنجاز اضافي للمقاومة الى جانب الانجازات العسكرية والسياسية.

وتؤكد اوساط بارزة في ​8 آذار​ ان إطلاق السيد نصرالله المقاومة الزراعية والصناعية بلا شك سيشكل تحدياً جديداً للمقاومة، وهي جديرة بالتحدي وستنجح فيه ككل المجالات التي خاضتها وآخرها ملف "​الكورونا​".

ويبدو وفق الاوساط ان كلام نصرالله اغضب الاميركيين والاسرائيليين والقوى العربية والخليجية وال​لبنان​ية المتحالفة معهم، فلم يرق لهم ان ينجح "حزب الله" في مجال اضافي بعد الانجاز العسكري والامني وتكريس الردع العسكري للعدو في ​لبنان وسوريا​.

وترى ان هناك تنسيقاً مدروساً وحركة منسقة بين بعض القوى السياسية الحالية والسابقة والتي كثفت لقاءاتها مع المرجعيات الدينية بالاضافة الى تزخيم سفارة ​السعودية​ للقاءاتها اللبنانية بالتزامن مع حركة مستمرة للسفيرة الاميركية ​دوروثي شيا​ والتي وفق المعلومات صارت تتحرك بلا إعلام مسبق وخارج الاضواء لـ"ضرورات امنية". ويبدو ان لقاءاتها تتوسع وتنتفخ الى درجة كبيرة.

وتشير الاوساط الى ان التحرك العسكري والدبلوماسي للاميركيين، ولا سيما زيارة قائد المنطقة الوسطى في ​الجيش الأميركي​ كينيث فرانكلين ماكنزي، تصب في إطار الضغط الاميركي على ​الحكومة​ والعهد ولمحاولة فرض إملاءات لن تمر ولن يتمكنوا من فرض اي اجندة اسرائيلية في مجال الحدود البحرية والبرية و​الثروة النفطية​ او ​ترسيم الحدود​.

وتشير الى ان في خطاب السيد نصرالله تأكيد على بقاء الحكومة ودعمها، فعلى عكس كل الادعاءات والفبركات عن رحيل حكومة الرئيس ​حسان دياب​، أكد السيد نصرالله دعم الحكومة في كل التوجهات وضمن بين سطور دعمه لها انها مستمرة وستنجح بدورها في كل التحديات رغم كل العقوبات والعقبات والتدخل الاميركي السافر في الشأن اللبناني الداخلي، مذكراً بضرورة وضع "الخارجية" حدوداً لتجاوزات ​السفيرة الاميركية​ في ​بيروت​ وفق الاصول.

تحفيز كلام نصرالله للاميركيين وحلفاءهم في لبنان وسفراء الدول التابعة لهم، ليس الوحيد الذي يعول عليه على اهميته اذا لم يكن مترافقاً، بجملة خطوات عملية وميدانية دعا اليها نصرالله وطالب الحكومة بالقيام بها.

ويبدو وفق الاوساط ان الرئيس ​نبيه بري​ يلعب دوراً بارزاً ومكملاً لجهد السيد نصرالله للخروج من الازمة واقتراح حلول عملية وقصيرة الامد. فيواكب الجهد التشريعي للحكومة بورشة نيابية وكذلك بورشة سياسية ساهمت في تسريع انجاز ​التعيينات​ ولا سيما اكمال ملف ​كهرباء لبنان​ مع تعيين اعضاء مجلس الادارة فيما ينتظر ان تبت اسماء "الهيئة الناظمة".

وتكشف الاوساط ان هناك تواصلاً يومياً بين النائب ​جبران باسيل​ ونواب "​التنمية والتحرير​" داخل ​مجلس النواب​ وهناك لقاءات داخل ​اللجان النيابية​.

وتلفت الاوساط الى ان العلاقة بين الرئيس نبيه بري والوزير باسيل لا تحتاج الى وساطات ولا الى مداخلات، بل باب الرئيس بري مفتوح للجميع ولكن مفتاح باب الرئيس بري بيده فقط.

وعن تأثير اللقاء بين الرجلين على سلاسة التعيينات، تشدد على ان التوافق ضروري وقد تم في مسألة ​الكهرباء​ لان الشغور في مجلس الادارة يعطي صورة غير حميدة عن الجدية في الاصلاح والبداية من الكهرباء.

هذا الغطاء الثلاثي من "​الثنائي الشيعي​" وباسيل للعهد والحكومة من شانه اولاً ان يصد الهجمات المتتالية لافشال الحكومة واي خطوة تقوم بها وان يعزز من سبل التوجه شرقاً او تجاه اي دولة تساعد لبنان من دون شروط. وكذلك تحييد العهد عن بعض المغامرات الدونكيشوتية ضد ​الرئيس ميشال عون​ ومحاولة عزله حتى نهاية ولايته والتي لن تصل الى مبتغاها.