على عكس كل المعلومات والتحليلات التي تتحدث عن إمكان عقد تسوية بين محوري ال م ق او م ة و​الولايات المتحدة​، للحد من دوامة ​العنف​ في المنطقة، والحرب الإقتصادية الأميركية الأعنف في تاريخ هذه المنطقة، التي تمارسها ​الإدارة الأميركية​، على شعوب المشرق والمنطقة ككل، بدءاً من ​اليمن​، مروراً ب​العراق​ وسورية، وصولاً الى ​لبنان​، ما يؤكد أن التسوية لاتزال بعبدة المنال. وجاءت أغلب التحليلات المذكورة آنفاً، عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي ​مصطفى الكاظمي​ ل​إيران​ في الأيام القليلة الفائتة، وورد في بعض هذه التحليلات، أن الكاظمي حمل معه رسائل أميركية وسعودية ل​طهران​، قد تسهم في تمهيد الطريق أمام عقد تسوية بين المحورين المذكورين. فجاء الرد الإيراني واضحاً، عبر ​وزير الخارجية​ الإيرانية جواد ظريف، الذي أشار بدوره الى إن الإجراءات الأميركية التي تنتهك ​الاتفاق النووي​ وفرض الحظر الاحادي على الشعب الايراني، حتى في ضوء مواجهة ضغوط "​كورونا​ "، تظهر مدى بعد ​اميركا​ من القانون الدولي والاتفاقيات الدولية. وعن العلاقات مع السعودية قال ظريف: "إن ​الحكومة السعودية​ ليست مهتمة بعلاقات متكافئة". ما يدحض صحة ما ورد في التحليلات المذكورة آنفاً، من معلومات عن إمكان قرب التوصل الى تسوية.

وأكثر من ذلك، من الواضح أن الأوضاع في المنطقة متجهة نحو التصعيد، خصوصاً بعد إعتراض طائرات التحالف الأميركي، ل​طائرة​ ركاب مدنية ايرانية في ​الأجواء السورية​، كانت متوجهة الى ​بيروت​، ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد أدى لوقوع إصابات طفيفة بين الركاب، في الأيام القليلة الفائتة، وقبل ذلك إستهداف ​الطيران الحربي الإسرائيلي​، لمحيط ​مطار دمشق الدولي​، ما أدى الى إرتقاء شهيد ل​حزب الله​ ، وهو علي كامل محسن (جواد) من بلدة عيتيت في ​جنوب لبنان​، ثم الهجوم الذي شنته المروحيات الإسرائيلية على محيط بلدة حضر و​عين التينة​ في ​القنيطرة​. بالإضافة الى ذلك، إستمرار "إسرائيل"، بتسيير طائرات التجسس في الأجواء اللبنانية، ما يحتّم رد محور ​المقاومة​ على هذه الإعتداءات. وهذا ما دفع "ب​الجيش الإسرائيلي​" الى الاستنفار، وتعزيز قواته في جنوب لبنان في شكلٍ خاص.

وسط هذه الأجواء، تترقب مختلف القوى الدولية والإقليمية، كذلك الرأي العام في المنطقة، أين ومتى سيكون رد المقاومة على الإعتداءات الإسرائيلية – الأميركية، هنا يؤكد مرجع قريب من المحور الى أن قرار الرد إتخذ، وبات محسوماً، لكن يبقى للقيادة الميدانية رسم الخطة العسكرية، وتحديد المكان والزمان.

ويجزم أن المقاومة لن تعرض لبنان للخطر، ولن تعطي الفرصة "لإسرائيل"، للإمعان في المزيد من تقويض الاستقرار اللبناني.

ويقول المرجع :" نحن حاضرون ومنتشرون على مختلف دول المنطقة، وقد يكون الرد في أي بعقة منها، مادام بإمكان صواريخنا أن تطال مواقع المعتدين وأراضيهم على إمتداد هذه المنطقة، بدقة عالية، فلا داعٍ لإشعال جبهة جديدة على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، مادام هناك جبهات أخرى مشتعلة من حولنا".